الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (31) قوله : إذ عرض : في ناصبه أوجه ، أحدها : نعم ، وهو أضعفها لأنه لا يتقيد مدحه بوقت ، ولعدم تصرف نعم . والثاني : " أواب " وفيه تقييد وصفه بذلك بهذا الوقت . والثالث : اذكر مقدرا وهو أسلمها و " الصافنات " جمع صافن . وفيه خلاف بين أهل اللغة . فقال الزجاج : هو [ ص: 375 ] الذي يقف على إحدى يديه ويقف على طرف سنبكه ، وقد يفعل ذلك بإحدى رجليه . قال : " وهي علامة الفراهة فيه ، وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                      3867 - ألف الصفون فما يزال كأنه مما يقوم على الثلاث كسيرا



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : هو الذي يجمع يديه ويسويهما . وأما الذي يقف على سنبكه فاسمه المخيم قاله أبو عبيد . وقيل : هو القائم مطلقا ، أي : سواء كان من الخيل أم من غيرها قاله القتبي ، واستدل بالحديث وهو قوله عليه السلام : " من سره أن يقوم الناس له صفونا فليتبوأ مقعده من النار " أي : يديمون له القيام . وحكاه قطرب أيضا . وقيل : هو القيام مطلقا سواء وقفت على طرف سنبك أم لا . قال الفراء : " على هذا رأيت أشعار العرب " . انتهى وقال النابغة :


                                                                                                                                                                                                                                      3868 - لنا قبة مضروبة بفنائها     عتاق المهارى والجياد الصوافن



                                                                                                                                                                                                                                      والجياد : إما من الجودة يقال : جاد الفرس يجود جودة وجودة بالفتح [ ص: 376 ] والضم فهو جواد للذكر والأنثى ، والجمع : جياد وأجواد وأجاويد وقيل : جمع لـ جود بالفتح كثوب وثياب . وقيل : جمع جيد . وإما من الجيد وهو العنق والمعنى : طويلة الأجياد ، وهو دال على فراهتها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية