الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر إمارة توزون

قد ذكرنا مسير سيف الدولة من بغداذ ، فلما فارقها دخلها توزون ، وكان دخوله بغداذ في الخامس والعشرين من رمضان ، فخلع عليه المتقي لله ، وجعله أمير الأمراء ، وصار أبو جعفر الكرخي ينظر في الأمور ، كما كان الكوفي ينظر فيها .

ولما سار توزون عن واسط ، أصعد إليها البريدي ، فهرب من بها من أصحاب توزون إلى بغداذ ، ولم يمكن توزون المبادرة إلى واسط إلى أن تستقر الأمور ببغداذ ، فأقام إلى أن مضى بعض ذي القعدة .

وكان توزون قد أسر غلاما عزيزا على سيف الدولة قريبا منه ، يقال له ثمال ، فأطلقه [ ص: 118 ] وأكرمه وأنفذه إليه ، فحسن موقع ذلك من بني حمدان ، ثم إن توزون انحدر إلى واسط لقصد البريدي ، فأتاه أبو جعفر بن شيرزاد ( هاربا من البريدي ) ، فقبله وفرح به ، وقلده أموره كلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية