[ ص: 94 ] 99
ثم دخلت سنة تسع وتسعين
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33732موت nindex.php?page=showalam&ids=16044سليمان بن عبد الملك في هذه السنة توفي
nindex.php?page=showalam&ids=16044سليمان بن عبد الملك بن مروان لعشر بقين من صفر ، فكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام . وقيل توفي فيها لعشر مضين من صفر ، فتكون ولايته سنتين وثمانية أشهر إلا خمسة أيام ، وصلى عليه
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز . وكان الناس يقولون :
سليمان مفتاح الخير ، ذهب عنهم
الحجاج ، وولي
سليمان ، فأطلق الأسرى ، وأخلى السجون ، وأحسن إلى الناس ، واستخلف
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز . وكان موته
بدابق من أرض
قنسرين ، لبس يوما حلة خضراء وعمامة خضراء ، ونظر في المرآة ، فقال : أنا الملك الفتى ، فما عاش جمعة ، ونظرت إليه جارية ، فقال : ما تنظرين ؟ فقالت :
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى غير أن لا بقاء للإنسان ليس فيما علمته فيك عيب
كان في الناس غير أنك فان
[ ص: 95 ] قيل : وشهد
سليمان جنازة
بدابق ، فدفنت في حقل ، فجعل
سليمان يأخذ من تلك التربة ويقول : ما أحسن هذه [ التربة ] وأطيبها ! فما أتى عليه جمعة حتى دفن إلى جنب [ ذلك ] القبر .
قيل : حج
سليمان وحج الشعراء ، فلما كان
بالمدينة قافلا تلقوه بنحو أربعمائة أسير من
الروم ، فقعد
سليمان وأقربهم منه
عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فقدم بطريقهم ، فقال : يا
عبد الله اضرب عنقه ! فأخذ سيفا من حرسي فضربه ، فأبان الرأس ، وأطن الساعد وبعض الغل ، ودفع البقية إلى الوجوه يقتلونهم ، ودفع إلى
جرير رجلا منهم ، فأعطاه
بنو عبس سيفا جيدا ، فضربه فأبان رأسه ، ودفع إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق أسيرا فأعطوه سيفا رديا لا يقطع ، فضرب به الأسير ضربات ، فلم يصنع شيئا ، فضحك
سليمان والقوم ، وشمتت به
بنو عبس أخوال
سليمان ، وألقى السيف وأنشأ يقول :
وإن يك سيف خان أو قدر أتى بتأخير نفس حتفها غير شاهد
فسيف بني عبس وقد ضربوا به نبا بيدي nindex.php?page=showalam&ids=17275ورقاء عن رأس خالد
كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها وتقطع أحيانا مناط القلائد
nindex.php?page=showalam&ids=17275ورقاء هو
ورقاء بن زهير بن جذيمة العبسي ، ضرب
خالد بن جعفر بن كلاب ،
وخالد قد أكب على [ أبيه ]
زهير وضربه بالسيف فصرعه ، فأقبل
nindex.php?page=showalam&ids=17275ورقاء فضرب
خالدا ضربات ، فلم يصنع شيئا ، فقال
ورقاء بن زهير :
رأيت زهيرا تحت كلكل خالد فأقبلت أسعى كالعجول أبادر
فشلت يميني يوم أضرب خالدا ويمنعه مني الحديد المظاهر
[ ص: 94 ] 99
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33732مَوْتِ nindex.php?page=showalam&ids=16044سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ
nindex.php?page=showalam&ids=16044سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ ، فَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَةَ أَيَّامٍ . وَقِيلَ تُوُفِّيَ فِيهَا لِعَشَرٍ مَضَيْنَ مِنْ صِفْرٍ ، فَتَكُونُ وِلَايَتُهُ سَنَتَيْنِ وَثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ إِلَّا خَمْسَةَ أَيَّامٍ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ . وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ :
سُلَيْمَانُ مِفْتَاحُ الْخَيْرِ ، ذَهَبَ عَنْهُمُ
الْحَجَّاجُ ، وَوَلِيَ
سُلَيْمَانُ ، فَأَطْلَقَ الْأَسْرَى ، وَأَخْلَى السُّجُونَ ، وَأَحْسَنَ إِلَى النَّاسِ ، وَاسْتَخْلَفَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ . وَكَانَ مَوْتُهُ
بِدَابِقٍ مِنْ أَرْضِ
قِنَّسْرِينَ ، لَبِسَ يَوْمًا حُلَّةً خَضْرَاءَ وَعِمَامَةً خَضْرَاءَ ، وَنَظَرَ فِي الْمِرْآةِ ، فَقَالَ : أَنَا الْمَلِكُ الْفَتَى ، فَمَا عَاشَ جُمُعَةً ، وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ ، فَقَالَ : مَا تَنْظُرِينَ ؟ فَقَالَتْ :
أَنْتَ نِعْمَ الْمَتَاعُ لَوْ كُنْتَ تَبْقَى غَيْرَ أَنْ لَا بَقَاءَ لِلْإِنْسَانِ لَيْسَ فِيمَا عَلِمْتُهُ فِيكَ عَيْبٌ
كَانَ فِي النَّاسِ غَيْرَ أَنَّكَ فَانِ
[ ص: 95 ] قِيلَ : وَشَهِدَ
سُلَيْمَانُ جِنَازَةً
بِدَابِقٍ ، فَدُفِنَتْ فِي حَقْلٍ ، فَجَعَلَ
سُلَيْمَانَ يَأْخُذُ مِنْ تِلْكَ التُّرْبَةِ وَيَقُولُ : مَا أَحْسَنَ هَذِهِ [ التُّرْبَةَ ] وَأَطْيَبَهَا ! فَمَا أَتَى عَلَيْهِ جُمُعَةٌ حَتَّى دُفِنَ إِلَى جَنْبِ [ ذَلِكَ ] الْقَبْرِ .
قِيلَ : حَجَّ
سُلَيْمَانُ وَحَجَّ الشُّعَرَاءُ ، فَلَمَّا كَانَ
بِالْمَدِينَةِ قَافِلًا تَلَقَّوْهُ بِنَحْوِ أَرْبَعِمِائَةِ أَسِيرٍ مِنَ
الرُّومِ ، فَقَعَدَ
سُلَيْمَانُ وَأَقْرَبُهُمْ مِنْهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَدَّمَ بِطْرِيقَهُمْ ، فَقَالَ : يَا
عَبْدَ اللَّهِ اضْرِبْ عُنُقَهُ ! فَأَخَذَ سَيْفًا مِنْ حَرَسِيٍّ فَضَرَبَهُ ، فَأَبَانَ الرَّأْسَ ، وَأَطَنَّ السَّاعِدَ وَبَعْضَ الْغُلِّ ، وَدَفَعَ الْبَقِيَّةَ إِلَى الْوُجُوهِ يَقْتُلُونَهُمْ ، وَدَفَعَ إِلَى
جَرِيرٍ رَجُلًا مِنْهُمْ ، فَأَعْطَاهُ
بَنُو عَبْسٍ سَيْفًا جَيِّدًا ، فَضَرَبَهُ فَأَبَانَ رَأْسَهُ ، وَدَفَعَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ أَسِيرًا فَأَعْطَوْهُ سَيْفًا رَدِيًّا لَا يَقْطَعُ ، فَضَرَبَ بِهِ الْأَسِيرَ ضَرَبَاتٍ ، فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا ، فَضَحِكَ
سُلَيْمَانُ وَالْقَوْمُ ، وَشَمِتَتْ بِهِ
بَنُو عَبْسٍ أَخْوَالُ
سُلَيْمَانَ ، وَأَلْقَى السَّيْفَ وَأَنْشَأَ يَقُولُ :
وَإِنْ يَكُ سَيْفٌ خَانَ أَوْ قَدَرٌ أَتَى بِتَأْخِيرِ نَفْسٍ حَتْفُهَا غَيْرُ شَاهِدِ
فَسَيْفُ بَنِي عَبْسٍ وَقَدْ ضَرَبُوا بِهِ نَبَا بِيَدَيْ nindex.php?page=showalam&ids=17275وَرْقَاءَ عَنْ رَأْسِ خَالِدِ
كَذَاكَ سُيُوفُ الْهِنْدِ تَنْبُو ظُبَاتُهَا وَتَقْطَعُ أَحْيَانًا مَنَاطَ الْقَلَائِدِ
nindex.php?page=showalam&ids=17275وَرْقَاءُ هُوَ
وَرْقَاءُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ الْعَبْسِيُّ ، ضَرَبَ
خَالِدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ ،
وَخَالِدٌ قَدْ أَكَبَّ عَلَى [ أَبِيهِ ]
زُهَيْرٍ وَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَصَرَعَهُ ، فَأَقْبَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=17275وَرْقَاءُ فَضَرَبَ
خَالِدًا ضَرَبَاتٍ ، فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا ، فَقَالَ
وَرْقَاءُ بْنُ زُهَيْرٍ :
رَأَيْتُ زُهَيْرًا تَحْتَ كَلْكَلِ خَالِدٍ فَأَقْبَلْتُ أَسْعَى كَالْعُجُولِ أُبَادِرُ
فَشُلَّتْ يَمِينِي يَوْمَ أَضْرِبُ خَالِدًا وَيَمْنَعُهُ مِنِّي الْحَدِيدُ الْمُظَاهَرُ