[ ص: 141 ] nindex.php?page=treesubj&link=31932قصة الخضر ، وخبره مع
موسى
قال
أهل الكتاب : إن
موسى صاحب
الخضر هو
موسى بن منشى بن يوسف بن يعقوب ، والحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن
nindex.php?page=treesubj&link=31932موسى صاحب الخضر هو موسى بن عمران على ما نذكره . وكان
الخضر ممن كان أيام
أفريدون الملك بن أثغيان في قول علماء
أهل الكتب الأول قبل
موسى بن عمران .
وقيل : إنه بلغ مع
ذي القرنين الأكبر الذي كان في أيام
إبراهيم الخليل ، وإنه بلغ مع
ذي القرنين نهر الحياة فشرب من مائه ولا يعلم
ذو القرنين ومن معه ، فخلد وهو حي عندهم إلى الآن .
وزعم بعضهم : أنه كان من ولد من آمن مع
إبراهيم ،
وهاجر معه ، واسمه
بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، وكان أبوه ملكا عظيما . وقال آخرون :
ذو القرنين الذي كان على عهد
إبراهيم أفريدون بن أثغيان ، وعلى
[ ص: 142 ] مقدمته كان
الخضر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16440عبد الله بن شوذب :
الخضر من ولد فارس ،
وإلياس من بني إسرائيل يلتقيان كل عام بالموسم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : استخلف الله على
بني إسرائيل رجلا منهم يقال له
ناشية بن أموص ، فبعث الله لهم
الخضر معه نبيا ، قال : واسم
الخضر فيما يقول
بنو إسرائيل إرميا بن حلقيا ، وكان من سبط
هارون بن عمران ، وبين هذا الملك وبين
أفريدون أكثر من ألف عام .
وقول من قال إن
الخضر كان في أيام
أفريدون nindex.php?page=showalam&ids=15873وذي القرنين الأكبر قبل
موسى بن عمران أشبه للحديث الصحيح أن
موسى بن عمران أمره الله بطلب
الخضر ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أعلم الخلق بالكائن من الأمور ، فيحتمل أن يكون
الخضر على مقدمة
ذي القرنين قبل
موسى ، وأنه شرب من ماء الحياة فطال عمره ، ولم يرسل في أيام
إبراهيم ، وبعث في أيام
ناشية بن أموص ، وكان
ناشية هذا في أيام
بشتاسب بن لهراسب ، والحديث ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : قلت لـ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إن
نوفا يزعم أن
الخضر ليس بصاحب
موسى بن عمران . قال : كذب عدو الله ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025801إن موسى قام في بني إسرائيل خطيبا ، فقيل له : أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا ، فعتب الله عليه حين لم يرد العلم إليه ، فقال : يا رب ، هل هناك أعلم مني ؟ قال : بلى ، عبد لي بمجمع البحرين . قال : يا رب كيف لي به ؟ قال : تأخذ حوتا فتجعله في مكتل فحيث تفقده فهو هناك . فأخذ حوتا فجعله في مكتل ، ثم قال لفتاه : إذا فقدت هذا الحوت فأخبرني . فانطلقا يمشيان على ساحل البحر حتى أتيا الصخرة ، وذلك الماء ، وهو ماء الحياة ، فمن شرب منه خلد ولا يقاربه شيء ميت إلا حيي ، فمس الحوت منه فحيي ، وكان موسى راقدا ، واضطرب الحوت في المكتل ، فخرج في البحر ، فأمسك الله عنه جرية الماء فصار مثل الطاق ، فصار للحوت سرب ، وكان لهما عجبا ، ثم انطلقا ، فلما كان [ ص: 143 ] حين الغداء nindex.php?page=treesubj&link=31935قال موسى لفتاه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=62آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) .
قال : ولم يجد موسى النصب حتى تجاوز حيث أمره الله ، فقال : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا . قال : يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة ، فإذا رجل نائم مسجى بثوبه ، فسلم موسى عليه . فقال : وأنى بأرضنا السلام ! قال : أنا موسى . قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم . قال : يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه ، وأنت على علم من علم الله لا أعلمه . قال : فإني أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا . nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=70قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا . فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ثم ركبا سفينة ، فجاء عصفور فقعد على حرف السفينة فنقر في الماء ، فقال الخضر لموسى ما ينقص علمي وعلمك من علم الله إلا مقدار ما نقر هذا العصفور من البحر .
قال : فبينا هم في السفينة لم يفجأ موسى إلا وهو يوتد وتدا أو ينزع تختا منها . nindex.php?page=treesubj&link=31936فقال له موسى : حملنا بغير نول فتخرقها nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=72قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=73قال لا تؤاخذني بما نسيت . قال : وكانت الأولى من موسى نسيانا . قال : فخرجا فانطلقا يمشيان فأبصرا غلاما يلعب مع الغلمان ، فأخذ برأسه فقتله ، nindex.php?page=treesubj&link=31937فقال له موسى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=74أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=75قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=76قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=77فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فلم [ ص: 144 ] يجدا أحدا يطعمهما ولا يسقيهما ، nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=77nindex.php?page=treesubj&link=31938فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه فقال له موسى : لم يضيفونا ولم ينزلونا ، nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=77لو شئت لاتخذت عليه أجرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=78قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=79أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا - وفي قراءة أبي : سفينة صالحة nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=80وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا إلى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82ما لم تسطع عليه صبرا .
فكان
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقول : ما كان الكنز إلا علما .
قيل لـ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لم نسمع لفتى
موسى بذكر ، فقال : شرب الفتى من الماء فخلد ، فأخذه العالم فطابق به سفينته ، ثم أرسلها في البحر ، فإنها لتموج به إلى يوم القيامة .
الحديث يدل على أن
الخضر كان قبل
موسى وفي أيامه ، ويدل على خطإ من قال إنه
إرميا ، لأن
إرميا كان أيام
بختنصر ، وبين أيام
موسى وبختنصر من المدة ما لا يشكل على عالم بأيام الناس ، فإن
موسى إنما نبئ في أيام منوجهر ، وكان ملكه بعد جده
أفريدون .
[ ص: 141 ] nindex.php?page=treesubj&link=31932قِصَّةُ الْخَضِرِ ، وَخَبَرُهُ مَعَ
مُوسَى
قَالَ
أَهْلُ الْكِتَابِ : إِنَّ
مُوسَى صَاحِبَ
الْخَضِرِ هُوَ
مُوسَى بْنُ مَنْشَى بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ ، وَالْحَدِيثُ الصَّحِيحُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31932مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ هُوَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ عَلَى مَا نَذْكُرُهُ . وَكَانَ
الْخَضِرُ مِمَّنْ كَانَ أَيَّامَ
أَفْرِيدُونَ الْمَلِكِ بْنِ أَثْغِيَانَ فِي قَوْلِ عُلَمَاءِ
أَهْلِ الْكُتُبِ الْأُوَلِ قَبْلَ
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ .
وَقِيلَ : إِنَّهُ بَلَغَ مَعَ
ذِي الْقَرْنَيْنِ الْأَكْبَرِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ
إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ ، وَإِنَّهُ بَلَغَ مَعَ
ذِي الْقَرْنَيْنِ نَهْرَ الْحَيَاةِ فَشَرِبَ مِنْ مَائِهِ وَلَا يَعْلَمُ
ذُو الْقَرْنَيْنِ وَمَنْ مَعَهُ ، فَخُلِّدَ وَهُوَ حَيٌّ عِنْدَهُمْ إِلَى الْآنِ .
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ : أَنَّهُ كَانَ مِنْ وَلَدِ مَنْ آمَنَ مَعَ
إِبْرَاهِيمَ ،
وَهَاجَرَ مَعَهُ ، وَاسْمُهُ
بَلْيَا بْنُ مَلْكَانَ بْنِ فَالَغَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالَخَ بْنِ أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَكَانَ أَبُوهُ مَلِكًا عَظِيمًا . وَقَالَ آخَرُونَ :
ذُو الْقَرْنَيْنِ الَّذِي كَانَ عَلَى عَهْدِ
إِبْرَاهِيمَ أَفْرِيدُونُ بْنُ أَثْغِيَانَ ، وَعَلَى
[ ص: 142 ] مَقْدَمَتِهِ كَانَ
الْخَضِرُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16440عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ :
الْخَضِرُ مِنْ وَلَدِ فَارِسَ ،
وَإِلْيَاسُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَلْتَقِيَانِ كُلَّ عَامٍ بِالْمَوْسِمِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : اسْتَخْلَفَ اللَّهُ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ
نَاشِيَةُ بْنُ أَمُوصَ ، فَبَعَثَ اللَّهُ لَهُمُ
الْخَضِرَ مَعَهُ نَبِيًّا ، قَالَ : وَاسْمُ
الْخَضِرِ فِيمَا يَقُولُ
بَنُو إِسْرَائِيلَ إِرْمِيَا بْنُ حَلْقِيَا ، وَكَانَ مِنْ سِبْطِ
هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ ، وَبَيْنَ هَذَا الْمَلِكِ وَبَيْنَ
أَفْرِيدُونَ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ عَامٍ .
وَقَوْلُ مَنْ قَالَ إِنَّ
الْخَضِرَ كَانَ فِي أَيَّامِ
أَفْرِيدُونَ nindex.php?page=showalam&ids=15873وَذِي الْقَرْنَيْنِ الْأَكْبَرِ قَبْلَ
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَشْبَهُ لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّ
مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ أَمَرَهُ اللَّهُ بِطَلَبِ
الْخَضِرِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ أَعْلَمَ الْخَلْقِ بِالْكَائِنِ مِنَ الْأُمُورِ ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ
الْخَضِرُ عَلَى مَقْدَمَةِ
ذِي الْقَرْنَيْنِ قَبْلَ
مُوسَى ، وَأَنَّهُ شَرِبَ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ فَطَالَ عُمُرُهُ ، وَلَمْ يُرْسَلْ فِي أَيَّامِ
إِبْرَاهِيمَ ، وَبُعِثَ فِي أَيَّامِ
نَاشِيَةَ بْنِ أَمُوصَ ، وَكَانَ
نَاشِيَةُ هَذَا فِي أَيَّامِ
بَشْتَاسِبَ بْنِ لَهُرَاسِبَ ، وَالْحَدِيثُ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قُلْتُ لِـ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ
نَوْفًا يَزْعُمُ أَنَّ
الْخَضِرَ لَيْسَ بِصَاحِبِ
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ . قَالَ : كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025801إِنَّ مُوسَى قَامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ خَطِيبًا ، فَقِيلَ لَهُ : أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ فَقَالَ : أَنَا ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِينَ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، هَلْ هُنَاكَ أَعْلَمُ مِنِّي ؟ قَالَ : بَلَى ، عَبْدٌ لِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ . قَالَ : يَا رَبِّ كَيْفَ لِي بِهِ ؟ قَالَ : تَأْخُذُ حُوتًا فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ فَحَيْثُ تَفْقِدُهُ فَهُوَ هُنَاكَ . فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ ، ثُمَّ قَالَ لِفَتَاهُ : إِذَا فَقَدْتَ هَذَا الْحُوتَ فَأَخْبِرْنِي . فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ ، وَذَلِكَ الْمَاءَ ، وَهُوَ مَاءُ الْحَيَاةِ ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ خُلِّدَ وَلَا يُقَارِبُهُ شَيْءٌ مَيِّتٌ إِلَّا حَيِيَ ، فَمَسَّ الْحُوتُ مِنْهُ فَحَيِيَ ، وَكَانَ مُوسَى رَاقِدًا ، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ ، فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ ، فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُ جَرْيَةَ الْمَاءِ فَصَارَ مِثْلَ الطَّاقِ ، فَصَارَ لِلْحُوتِ سَرَبٌ ، وَكَانَ لَهُمَا عَجَبًا ، ثُمَّ انْطَلَقَا ، فَلَمَّا كَانَ [ ص: 143 ] حِينُ الْغَدَاءِ nindex.php?page=treesubj&link=31935قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=62آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ) .
قَالَ : وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصْبَ حَتَّى تَجَاوَزَ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ ، فَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا . قَالَ : يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ ، فَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ مُسَجًّى بِثَوْبِهِ ، فَسَلَّمَ مُوسَى عَلَيْهِ . فَقَالَ : وَأَنَّى بِأَرْضِنَا السَّلَامُ ! قَالَ : أَنَا مُوسَى . قَالَ : مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ لَا أَعْلَمُهُ . قَالَ : فَإِنِّي أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا . nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=70قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا . فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ثُمَّ رَكِبَا سَفِينَةً ، فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَقَعَدَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ فِي الْمَاءِ ، فَقَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى مَا يَنْقُصُ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِقْدَارَ مَا نَقَرَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنَ الْبَحْرِ .
قَالَ : فَبَيْنَا هُمْ فِي السَّفِينَةِ لَمْ يَفْجَأْ مُوسَى إِلَّا وَهُوَ يُوتِدُ وَتِدًا أَوْ يَنْزِعُ تَخْتًا مِنْهَا . nindex.php?page=treesubj&link=31936فَقَالَ لَهُ مُوسَى : حَمَلَنَا بِغَيْرِ نَوْلٍ فَتَخْرِقُهَا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=72قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=73قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ . قَالَ : وَكَانَتِ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا . قَالَ : فَخَرَجَا فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ فَأَبْصَرَا غُلَامًا يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَ بِرَأْسِهِ فَقَتَلَهُ ، nindex.php?page=treesubj&link=31937فَقَالَ لَهُ مُوسَى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=74أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=75قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=76قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=77فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَلَمْ [ ص: 144 ] يَجِدَا أَحَدًا يُطْعِمُهُمَا وَلَا يَسْقِيهِمَا ، nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=77nindex.php?page=treesubj&link=31938فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى : لَمْ يُضَيِّفُونَا وَلَمْ يُنْزِلُونَا ، nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=77لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=78قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=79أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا - وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ : سَفِينَةٌ صَالِحَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=80وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا إِلَى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا .
فَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : مَا كَانَ الْكَنْزُ إِلَّا عِلْمًا .
قِيلَ لِـ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : لَمْ نَسْمَعْ لِفَتَى
مُوسَى بِذِكْرٍ ، فَقَالَ : شَرِبَ الْفَتَى مِنَ الْمَاءِ فَخُلِّدَ ، فَأَخَذَهُ الْعَالِمُ فَطَابَقَ بِهِ سَفِينَتَهُ ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا فِي الْبَحْرِ ، فَإِنَّهَا لَتَمُوجُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
الْخَضِرَ كَانَ قَبْلَ
مُوسَى وَفِي أَيَّامِهِ ، وَيَدُلُّ عَلَى خَطَإِ مَنْ قَالَ إِنَّهُ
إِرْمِيَا ، لِأَنَّ
إِرْمِيَا كَانَ أَيَّامَ
بُخْتُنَصَّرَ ، وَبَيْنَ أَيَّامِ
مُوسَى وَبُخْتُنَصَّرَ مِنَ الْمُدَّةِ مَا لَا يُشْكِلُ عَلَى عَالِمٍ بِأَيَّامِ النَّاسِ ، فَإِنَّ
مُوسَى إِنَّمَا نُبِّئَ فِي أَيَّامِ مِنُوجِهْرَ ، وَكَانَ مُلْكُهُ بَعْدَ جَدِّهِ
أَفْرِيدُونَ .