الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( هدي ) الهاء والدال والحرف المعتل : أصلان [ أحدهما ] التقدم للإرشاد ، والآخر بعثة لطف .

                                                          فالأول قولهم : هديته الطريق هداية ، أي تقدمته لأرشده . وكل متقدم لذلك هاد . قال :


                                                          إذا كان هادي الفتى في البلا د صدر القناة أطاع الأميرا

                                                          وينشعب هذا فيقال : الهدى : خلاف الضلالة . تقول : هديته هدى . ويقال أقبلت هوادي الخيل ، أي أعناقها ، ويقال هاديها : أول رعيل منها ، لأنه المتقدم . والهادية : العصا ، لأنها تتقدم ممسكها كأنها ترشده .

                                                          ومن الباب قولهم : نظر فلان هدي أمره أي جهته ، وما أحسن هديته ، أي هديه . ويقولون : جاء فلان يهادي بين اثنين ، إذا كان يمشي بينهما معتمدا عليهما . ورميت بسهم ثم رميت بآخر هدياه ، أي قصده .

                                                          [ ص: 43 ] والباب في هذا القياس كله واحد .

                                                          والأصل الآخر الهدية : ما أهديت من لطف إلى ذي مودة . يقال : أهديت أهدي إهداء . والمهدى : الطبق تهدى عليه .

                                                          ومن الباب الهدي : العروس ، وقد هديت إلى بعلها هداء . قال :


                                                          فإن تكن النساء مخبآت     فحق لكل محصنة هداء



                                                          والهدي والهدي : ما أهدي من النعم إلى الحرم قربة إلى الله تعالى . يقال هدي وهدي . قال :


                                                          وطريفة بن العبد كان هديهم     ضربوا صميم قذاله بمهند

                                                          وقيل الهدي : الأسير .

                                                          أما المهموز فمن غير هذا القياس ، وأكثره يدل على السكون . وهدأ هدوا ، أي سكن . وهدأت الرجل ، إذا نام الناس . وأهدأت المرأة صبيها بيدها لينام ، أي سكنته . ومضى هدء من الليل : بعد نومة أول ما يسكن الناس . والهدأة : ضرب من العدو السهل .

                                                          ومما شذ عن هذا الباب : الهدأ ، وهو إقبال المنكب نحو الصدر ، كالجنأ .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية