الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بدن ) الباء والدال والنون أصل واحد ، وهو شخص الشيء دون شواه ، وشواه أطرافه . يقال : هذا بدن الإنسان ، والجمع الأبدان . وسمي الوعل المسن بدنا من هذا . قال الشاعر :


                                                          قد ضمها والبدن الحقاب جدي لكل عامل ثواب     الرأس والأكرع والإهاب

                                                          وإنما سمي بذلك لأنهم إذا بالغوا في نعت الشيء سموه باسم الجنس ، كما يقولون للرجل المبالغ في نعته : هو رجل ، فكذلك الوعل الشخيص ، سمي بدنا . وكذلك البدنة التي تهدى للبيت ، قالوا : سميت بذلك لأنهم كانوا يستسمنونها . ورجل بدن ، أي : مسن . قال الشاعر :


                                                          هل لشباب فات من مطلب     أم ما بكاء البدن الأشيب

                                                          ورجل بادن وبدين ، أي : عظيم الشخص والجسم ، يقال منه بدن . وفي الحديث : إني قد بدنت . والناس قد يروونه : " بدنت " . ويقولون : بدن : إذا أسن . قال الشاعر :

                                                          [ ص: 212 ]

                                                          وكنت خلت الشيب والتبدينا     والهم مما يذهل القرينا

                                                          وتسمى الدرع البدن لأنها تضم البدن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية