الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بلد ) الباء واللام والدال أصل واحد يتقارب فروعه عند النظر في قياسه ، والأصل الصدر . ويقال وضعت الناقة بلدتها بالأرض ، إذا بركت . قال ذو الرمة :


                                                          أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة قليل بها الأصوات إلا بغامها

                                                          ويقال تبلد الرجل ، إذا وضع يده على صدره عند تحيره في الأمر . والأبلد الذي ليس بمقرون الحاجبين ، يقال لما بين حاجبيه بلدة . وهو من هذا الأصل ; لأن ذلك يشبه الأرض البلدة . والبلدة : النجم ، يقولون هو بلدة الأسد ، أي صدره . والبلد صدر القرى . فأما قول ابن الرقاع :

                                                          [ ص: 299 ]

                                                          من بعد ما شمل البلى أبلادها

                                                          فهو من هذا . وقالوا : بل البلد الأثر ، وجمعه أبلاد . والقول الأول أقيس . ويقال بلد الرجل بالأرض ، إذا لزق بها . قال :


                                                          إذا لم ينازع جاهل القوم ذو النهى     وبلدت الأعلام بالليل كالأكم

                                                          يقول : كأنها لزقت بالأرض . وقال رجل من تميم يصف حوضا :


                                                          ومبلد بين موماة بمهلكة     جاورته بعلاة الخلق عليان

                                                          يذكر حوضا لاصقا بالأرض . ويقال أبلد الرجل إبلادا ، مثل تبلد سواء . والمبالدة بالسيوف مثل المبالطة . وقال بعضهم : اشتق من الأول ، كأنهم لزموا الأرض فقاتلوا عليها . والبالد قياسا للمقيم بالبلد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية