الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بدأ ) الباء والدال والهمزة من افتتاح الشيء ، يقال : بدأت بالأمر وابتدأت ، من الابتداء . والله تعالى المبدئ والبادئ . قال الله عز وجل : إنه هو يبدئ ويعيد ، وقال تعالى : كيف بدأ الخلق . ويقال : للأمر العجب بدي ، كأنه من عجبه يبدأ به . قال عبيد :

                                                          [ ص: 213 ]

                                                          فلا بدي ولا عجيب

                                                          ويقال للسيد البدء ، لأنه يبدأ بذكره . قال :


                                                          ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم     وبدؤهم إن أتانا كان ثنيانا

                                                          وتقول : أبدأت من أرض إلى أخرى أبدئ إبداء : إذا خرجت منها إلى غيرها . والبدأة النصيب ، وهو من هذا أيضا ، لأن كل ذي نصيب فهو يبدأ بذكره دون غيره ، وهو أهمها إليه . قال الشاعر :


                                                          فمنحت بدأتها رقيبا جانحا     والنار تلفح وجهه بأوارها

                                                          والبدوء مفاصل الأصابع ، واحدها بدء ، مثل بدع . وأظنه مما همز وليس أصله الهمز . وإنما سميت بدوءا لبروزها وظهورها ، فهي إذا من الباب الأول .

                                                          ومما شذ عن هذا الأصل ولا أدري مم اشتقاقه قولهم بدئ فهو مبدوء : إذا جدر أو حصب . قال الشاعر :


                                                          وكأنما بدئت ظواهر جلده     مما يصافح من لهيب سهامها

                                                          [ ص: 214 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية