الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( برد ) الباء والراء والدال أصول أربعة : أحدها خلاف الحر ، والآخر السكون والثبوت ، والثالث الملبوس ، والرابع الاضطراب والحركة . وإليها ترجع الفروع .

                                                          فأما الأول فالبرد خلاف الحر . يقال : برد فهو بارد ، وبرد الماء حرارة جوفي يبردها . قال :

                                                          [ ص: 242 ]

                                                          وعطل قلوصي في الركاب فإنها ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا

                                                          ومنه قول الآخر :


                                                          لئن كان برد الماء حران صاديا     إلي عجيبا إنها لعجيب

                                                          وبردت عينه بالبرود . والبردة : التخمة . وسحاب برد : إذا كان ذا برد . والأبردان : طرفا النهار . قال :


                                                          إذا الأرطى توسد أبرديه     خدود جوازئ بالرمل عين

                                                          ويقال : البردان . ويقال للسيوف البوارد ، قال قوم : هي القواتل ، وقال آخرون : مس الحديد بارد . وأنشد :


                                                          وأن أمير المؤمنين أغصني     مغصهما بالمرهفات البوارد

                                                          ويقال : جاءوا مبردين ، أي : جاءوا وقد باخ الحر .

                                                          [ ص: 243 ] وأما الأصل الآخر فالبرد النوم . قال الله تعالى : لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا . وقال الشاعر :


                                                          فإن شئت حرمت النساء عليكم     وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا

                                                          ويقال : برد الشيء : إذا دام . وأنشد أبو عبيدة :


                                                          اليوم يوم بارد سمومه     من جزع اليوم فلا تلومه

                                                          بارد بمعنى دائم . وبرد لي على فلان من المال كذا ، أي : ثبت . وبرد في يدي كذا ، أي : حصل . ويقولون برد الرجل : إذا مات . فيحتمل أن يكون من هذا ، وأن يكون من الذي قبله .

                                                          وأما الثالث فالبرد ، معروف . قال :


                                                          وإني لأرجو أن تلف عجاجتي     على ذي كساء من سلامان أو برد

                                                          وبردا الجرادة : جناحاها .

                                                          والأصل الرابع بريد العساكر; لأنه يجيء ويذهب . قال :


                                                          خيال لأم السلسبيل ودونها     مسيرة شهر للبريد المذبذب

                                                          ومحتمل أن يكون المبرد من هذا ، لأن اليد تضطرب به إذا أعمل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية