الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( هن ) الهاء والنون : أصل صحيح يدل على جنس من اللحم ، وفيه شيء من الكلام الذي ننسبه إلى الإشكال ، وإن كان علماؤنا قد تكلموا فيه .

                                                          فالأول الهنة ، يقال إنها شحمة باطن العين ، كذا قال أبو بكر . والهنانة : الشحمة . ويقال : ما بهذا البعير هانة ، كما يقال : ما به طرق .

                                                          وأما الكلام الآخر فقال الفراء : اجلس ها هنا قريبا ، وتنح ها هنا ، أي تباعد . فأما قول الأعشى :


                                                          لات هنا ذكرى جبيرة أم من جاء منها بطائف الأهوال



                                                          قالوا : معناه ليست جبيرة حيث توهمت ، يوئسه منها . وكذلك قول الراعي :


                                                          أفي أثر الأظعان عينك تلمح     نعم لات هنا إن قلبك متيح

                                                          قالوا : معناه ليس الأمر حيث ذهبت . وقول الآخر :


                                                          حنت نوار ولات هنا حنت



                                                          [ ص: 15 ] يقول : ليس ذا موضع حنين . وقوله :

                                                          لما رأيت محمليها هنا .

                                                          أراد هاهنا . وقال ابن السكيت في قوله :


                                                              لما رأى الدار خلاء هنا



                                                          قال : بكى . يقال هن ، إذا بكى . وإنما نقف في مثل هذه المشكلات حيث وقفنا ، وإلا فما أحسب أحدا منهم لخصها ولا فسرها بعد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية