الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جزل ) الجيم والزاء واللام أصلان : أحدهما عظم الشيء من الأشياء ، والثاني القطع .

                                                          فالأول الجزل ، وهو ما عظم من الحطب ، ثم استعير ، فقيل : أجزل في العطاء . ومنه الرأي الجزل من الباب الثاني ، وسنذكره . فأما قول القائل :


                                                          فويها لقدرك ويها لها إذا اختير في المحل جزل الحطب

                                                          فإنه اختص الجزل لأن اللحم يكون غثا فيبطئ نضجه فيلتمس له الجزل .

                                                          وأما الأصل الآخر فيقول العرب : جزلت الشيء جزلتين ، أي قطعته [ ص: 454 ] قطعتين . وهذا زمن الجزال أي صرام النخل . قال :

                                                          حتى إذا ما حان من جزالها

                                                          ومن هذا الباب الجزل ، أن يصيب غارب البعير دبرة ، فيخرج منه عظم فيطمئن موضعه . وبعير أجزل إذا فعل به ذلك . قال أبو النجم :


                                                          يغادر الصمد كظهر الأجزل

                                                          والجزلة : القطعة من التمر . فأما قولهم جزل الرأي فيحتمل أن يكون من الثاني ، والمعنى أنه رأي قاطع .

                                                          ومما شذ عن الباب الجوزل ، وهو فرخ الحمام ، قال :


                                                          قالت سليمى لا أحب الجوزلا     ولا أحب السمكات مأكلا

                                                          ويقال : الجوزل السم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية