الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جفو ) الجيم والفاء والحرف المعتل يدل على أصل واحد : نبو الشيء عن الشيء . من ذلك جفوت الرجل أجفوه ، وهو ظاهر الجفوة أي الجفاء . وجفا السرج عن ظهر الفرس وأجفيته أنا . وكذلك كل شيء إذا لم يلزم [ شيئا ] يقال جفا عنه يجفو . قال أبو النجم يصف راعيا :


                                                          صلب العصا جاف عن التغزل كالصقر يجفو عن طراد الدخل

                                                          [ ص: 466 ] يقول : لا يحسن مغازلة النساء ، يجفو عنهن كما يجفو الصقر عن طراد الدخل ، وهو ابن تمرة . والجفاء : خلاف البر . والجفاء : ما نفاه السيل ، ومنه اشتقاق الجفاء .

                                                          وقد اطرد هذا الباب حتى في المهموز ، فإنه يقال جفأت الرجل إذا صرعته فضربت به الأرض . واجتفأت البقلة إذا أنت اقتلعتها من الأرض . وأجفأت القدر بزبدها إذا ألقته ، إجفاء . ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تجتفئوا بها بقلا ، في رواية من يرويها بالجيم .

                                                          ومن هذا الباب تجفأت البلاد ، إذا ذهب خيرها . وأنشد :


                                                          ولما رأت أن البلاد تجفأت     تشكت إلينا عيشها أم حنبل

                                                          أي أكل بقلها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية