الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4401 - ( رب أشعث أغبر ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبره ) (ك حل) عن أبي هريرة - (صح) .

التالي السابق


(رب أشعث) ؛ أي: جعد الرأس (أغبر) ؛ أي: غير الغبار لونه لطول سفره في طاعة كحج وجهاد وزيارة رحم وكثرة عبادة (ذي طمرين) تثنية طمر وهو الثوب الخلق (تنبو عنه أعين الناس) ؛ أي: ترجع وتغض عن النظر إليه احتقارا له واستهانة به، يقال: نبا السيف عن الضرب: إذا رجع من غير قطع، ونبا الطبع عن الشيء: نفر فلم يقبله (لو أقسم على الله لأبره) ؛ أي: لو سأل الله وأقسم عليه أن يفعله لفعل ولم يخيب دعوته، وذلك لأن الانكسار ورثاثة الحال والهيئة من أعظم أسباب الإجابة، ومن ثم ندب ذلك في الاستسقاء، قال الحسن : احترقت أخصاص بالبصرة إلا خص وسطها، فقيل لصاحبها: ما لخصك لم تحترق، قال: أقسمت على ربي أن لا يحرقه. ورأى أبو حفص رجلا مدهوشا فقال: مالك قال: ضل حماري، ولا أملك غيره فوقف أبو حفص، وقال: لا أخطو خطوة ما لم ترد حماره، فظهر حماره فورا قال الغزالي : وهذا يجري لذوي الأنس، وليس لغيرهم التشبه بهم وقال الجنيد : أهل الأنس يقولون في خلوتهم أشياء هي كفر عند العامة، وفيه أن العبرة بالقلوب والأديان، لا باللباس والمتاع والأبدان

(ك) في الرقائق (حل) كلاهما (عن أبي هريرة) قال الحاكم : صحيح، وأقره الذهبي، وأقول: فيه عند أبي نعيم محمد بن زيد الأسلمي: ضعفه النسائي وقبله غيره.



الخدمات العلمية