الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر الحرب بين قرواش وغريب بن مقن

في هذه السنة ، في جمادى الأولى ، اختلف قرواش وغريب بن مقن . وكان سبب ذلك أن غريبا جمع جمعا كثيرا من العرب والأكراد ، واستمد جلال الدولة ، فأمده بجملة صالحة من العسكر ، فسار إلى تكريت فحصرها ، وهي لأبي المسيب رافع بن الحسين ، وكان قد توجه إلى الموصل ، وسأل قرواشا النجدة ، فجمعا وحشدا وسارا منحدرين فيمن معهما ، فبلغا الدكة ، وغريب يحاصر تكريت ، وقد ضيق على من بها ، وأهلها يطلبون منه الأمان ، فلم يؤمنهم ، فحفظوا نفوسهم وقاتلوا أشد قتال .

فلما بلغه وصول قرواش ورافع سار إليهم ، فالتقوا بالدكة واقتتلوا ، فغدر بغريب بعض من معه ، ونهبوا سواده وسواد الأجناد الجلالية ، فانهزم ، وتبعهم قرواش ورافع ، ثم كفوا عنه وعن أصحابه ، ولم يتعرضوا إلى حلته وما له فيها ، وحفظوا ذلك أجمع ، ثم إنهم تراسلوا واصطلحوا وعادوا إلى ما كانوا عليه من الوفاق .

التالي السابق


الخدمات العلمية