ذكر المظفر على البطيحة استيلاء
لما طالت أيام علي المظفر بن علي الحاجب ، وقوي أمره ، طمع في الاستقلال بأمر البطيحة ، فوضع كتابا عن لسان صمصام الدولة إليه يتضمن التعويل عليه في ولاية البطيحة ، وسلمه إلى ركابي غريب ، وأمره أن يأتيه إذا كان القواد والأجناد عنده ، ففعل ذلك ، وأتاه وعليه أثر الغبار ، وسلم إليه الكتاب ، فقبله وفتحه ، وقرأه بمحضر من الأجناد ، وأجاب بالسمع والطاعة ، وعزل أبا المعالي ، وجعله مع والدته ، وأجرى عليهما جراية ، ثم أخرجهما إلى واسط ، وكان يصلهما بما ينفقانه ، واستبد بالأمر وأحسن السيرة ، وعدل في الناس مدة .
ثم إنه عهد إلى ابن أخته أبي الحسن علي بن نصر الملقب بمهذب الدولة وكان يلقب حينئذ بالأمير المختار ، وبعده إلى أبي الحسن علي بن جعفر ، وهو ابن أخته الأخرى ، وانقرض بيت ، وكذلك الدنيا دول ، وما أشبه حاله بحال عمران بن شاهين باذ ، فإنه ملك ، وانتقل الملك إلى ابن أخته ممهد الدولة ابن مروان .