فالأول الهنة ، يقال إنها شحمة باطن العين ، كذا قال أبو بكر . والهنانة : الشحمة . ويقال : ما بهذا البعير هانة ، كما يقال : ما به طرق .
وأما الكلام الآخر فقال الفراء : اجلس ها هنا قريبا ، وتنح ها هنا ، أي تباعد . فأما قول الأعشى :
لات هنا ذكرى جبيرة أم من جاء منها بطائف الأهوال
قالوا : معناه ليست جبيرة حيث توهمت ، يوئسه منها . وكذلك قول الراعي :
أفي أثر الأظعان عينك تلمح نعم لات هنا إن قلبك متيح
حنت نوار ولات هنا حنت
[ ص: 15 ] يقول : ليس ذا موضع حنين . وقوله :
لما رأيت محمليها هنا .
أراد هاهنا . وقال في قوله : ابن السكيت
لما رأى الدار خلاء هنا
قال : بكى . يقال هن ، إذا بكى . وإنما نقف في مثل هذه المشكلات حيث وقفنا ، وإلا فما أحسب أحدا منهم لخصها ولا فسرها بعد .