الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 574 ] وندب فيه تقديم التشهد

التالي السابق


( وندب ) بضم فكسر ( فيه ) أي الإيصاء ( تقديم ) ذكر ( التشهد ) أي أنه يشهد لله سبحانه وتعالى أنه لا إله إلا هو ، ولسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رسول الله بأن يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، قاله الإمام مالك " رضي الله عنه " . ابن عرفة فيها من كتب وصيته فليقدم ذكر التشهد . الشيخ روى ابن القاسم ما في الموازية والعتبية والمجموعة ، قال الإمام مالك " رضي الله عنه " من أدركت يكتبون التشهد قبل ذكر الوصية وما زال ذلك من شأن الناس بالمدينة ، وإنه ليعجبني وأراه حسنا ، ورواه أشهب في المجموعة كل ذلك لا بأس به تشهد أو لم يتشهد قد تشهد ناس فقهاء صالحون ، وتركه بعض الناس وذلك قليل .

وفيها قال ابن القاسم لم يذكر لنا مالك كيف التشهد . الباجي عن أنس كانوا يوصون أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وأوصى من يترك من أهله أن يتقوا الله تعالى ويصلحوا ذات بينهم إن كانوا مؤمنين ، وأوصى بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب { يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } وأوصى إن مات من مرضه هذا . وروى أشهب أن رجلا كتب في ذلك أؤمن بالقدر كله خيره وشره حلوه ومره ، قال : ما أرى هذا إلا كتب الصفرية والإباضية قد كتب من مضى وصاياهم فلم يكتبوا مثل هذا . قلت : ومثله في سماع ابن القاسم . ابن رشد هذا بين لأن الرشد في الاتباع ، ويجتنب في الأمور كلها الابتداع فلن يأتي آخر هذه الأمة [ ص: 575 ] بأهدى مما كان عليه أولها ا هـ العدوي الظاهر أن الأولى الجمع ، أي في التشهد بين اللفظ والكتابة .




الخدمات العلمية