الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أو قال لجماعة [ ص: 285 ] أحدكم زان ; وحد في مأبون ، إن كان لا يتأنث

التالي السابق


( أو قال ) المكلف ( لجماعة ) مسلمين أحرار بالغين عفيفين عما يوجب الحد ذوي آلات [ ص: 285 ] أحدكم زان ) فلا يحد ، سواء قاموا عليه جميعا ، أو أحدهم قاله في الموازية وظاهره ولو ادعى القائم أنه أراده . ابن شاس إلا أن تتبين إرادته . في الموازية من قال لجماعة أحدكم زان أو ابن زانية فلا يحد إذ لا يعرف من أراد ولو قام به جماعتهم ولو ادعى أحدهم أنه أراده . ابن رشد هذا بعيد لأنه قاله لأحدهم فلا حجة له إذا قام به جميعهم ، وقوله ولو ادعى أحدهم أنه أراده أي فلا يقبل إلا ببيان أنه أراده قاله في الجواهر .

( وحد ) بضم الحاء وشد الدال المكلف ( في ) قوله لحر مسلم عفيف مطيق ( مأبون ) بفتح الميم وسكون الهمز وضم الموحدة ( إن كان ) المقول له ( لا يتأنث ) أي لا يتشبه بالإناث في كلامه وأفعاله ، فإن كان يتأنث فلا يحد بعد أن يحلف أنه أراد التأنث لا الفعل فيه . ابن الماجشون من قيل له يا مأبون وهو رجل في كلامه تأنيث يضرب الكبر ويلعب في الأعراس ويغني ويتهم بما فيه ، قيل فما يخرجه من الحد إلا تحقيق ذلك . قلت المتبادر من قوله تحقيق ذلك أن المراد به الفعل في المقذوف ، والله أعلم .




الخدمات العلمية