الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (83) قوله : بما عندهم من العلم : فيه أوجه ، أحدها : أنه تهكم بهم . والمعنى : ليس عندهم علم . الثاني : أن ذلك جاء على زعمهم أن عندهم علما ينتفعون به . الثالث : أن " من " بمعنى بدل أي : بما عندهم من الدنيا بدل العلم . وعلى هذه الأوجه فالضميران للكفار . الرابع : أن يكون الضميران للرسل أي : فرح الرسل بما عندهم من العلم . الخامس : أن الأول للكفار ، والثاني للرسل ، ومعناه : فرح الكفار فرح ضحك واستهزاء بما عند الرسل من العلم ، إذ لم يأخذوه بقبول ويمتثلوا أوامر الوحي ونواهيه . وقال الزمخشري : " ومنها - أي من الوجوه - أن يوضع قوله : فرحوا بما عندهم من العلم مبالغة في نفي فرحهم بالوحي الموجب لأقصى الفرح والمسرة مع تهكم بفرط خلوهم من العلم وجهلهم " . قال الشيخ : " ولا يعبر بالجملة الظاهر كونها مثبتة عن الجملة المنفية ، إلا في قليل من الكلام نحو : " شر أهر ذا ناب " ، على خلاف فيه ، ولما آل أمره إلى الإثبات المحصور جاز . وأما في الآية فينبغي أن لا يحمل على القليل ; لأن في ذلك تخليطا لمعاني الجمل المتباينة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية