الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (60) قوله : وجوههم مسودة : العامة على رفعهما ، وهي جملة من مبتدأ وخبر . وفي محلها وجهان ، أحدهما : النصب على الحال من الموصولات ; لأن الرؤية بصرية ، وكذا أعربها الزمخشري . ومن مذهبه أنه لا يجوز إسقاط الواو من مثلها إلا شاذا ، تابعا في ذلك الفراء فهذا رجوع منه عن ذلك . والثاني : أنها في محل نصب مفعولا ثانيا ; لأن الرؤية قلبية . وهو بعيد لأن تعلق الرؤية البصرية بالأجسام وألوانها أظهر من تعلق القلبية بهما . وقرئ " وجوههم مسودة " بنصبهما ، على أن " وجوههم " بدل بعض من كل ، و " مسودة " على ما تقدم من النصب على الحال أو على المفعول الثاني . وقال أبو البقاء : " ولو قرئ " وجوههم " بالنصب لكان على بدل الاشتمال " . قلت : قد قرئ به والحمد لله ، ولكن ليس كما قال على بدل الاشتمال ، بل على بدل البعض ، وكأنه سبق لسان أو طغيان قلم . وقرأ أبي " أجوههم " بقلب الواو همزة ، وهو فصيح نحو : أقتت وبابه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية