الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3061 - وروينا عنه ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا معلى بن منصور الرازي قال: وأخبرني أبو قتيبة سلم بن الفضل الأدمي بمكة قال: حدثنا القاسم بن زكريا المقرئ قال : [ ص: 366 ] حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال: حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم السورة حتى تنزل: بسم الله الرحمن الرحيم ".

3062 - وحدثنا أبو عبد الرحمن السلمي، إملاء قال: أخبرنا جدي أبو عمرو قال: حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا سفيان بن عيينة ، فذكره بإسناده نحوه، غير أنه قال: انقضاء السورة.

3063 - وكذلك رويناه عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار، موصولا، وأرسله بعضهم.

3064 - وقد احتج الشافعي بهذا في سنن حرملة، وهذا القول صدر من ابن عباس بعد سؤاله عثمان، وكذلك سائر ما روي عنه في قراءة: بسم الله الرحمن الرحيم، والجهر بها، فكيف يستدل بسؤاله عثمان على رجوعه عن هذا المذهب الذي انتشر عنه بعده؟ بل يستدل بمذهبه على أن مراد عثمان بما قال ما ذهب إليه، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبين ختم السورة وابتداء غيرها بقراءة: بسم الله الرحمن الرحيم في أولها مخبرا بنزولها معها، كما قال في حديث أنس بن مالك ، نزلت علي سورة، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر إلى آخرها .

[ ص: 367 ] 3065 - وإذا نزلت آية وآيتان قرأها دونها، كما قال: في حديث الإفك، حين كشف عن وجهه: ( إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم ) ، ولم يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم في أولها، ثم أخبرهم بإلحاقها بسورتها، على ما روينا في حديث عثمان، حين نزلت سورة براءة لم ينزل معها: بسم الله الرحمن الرحيم، ولم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بنزولها بعدها أو إلحاقها بها، ولا سمعوه يأمرهم بإلحاقها بسورة الأنفال، فقرنوا بينهما ولم يكتبوا بينهما: بسم الله الرحمن الرحيم، والله أعلم.

[ ص: 368 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية