الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
81 - باب المبتدأة، والمعتادة، الشاكة في قدر عادتها على اختلاف التأويل في حديث حمنة بنت جحش، وهو في المعتادة

2189 - أظهر وبها أشبه والله أعلم ، أخبرنا أبو زكريا ، وأبو بكر ، قالا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمه عمران بن طلحة ، عن أمه، حمنة بنت جحش ، قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أستفتيه، فوجدته في بيت أختي زينب، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن لي إليك حاجة، وإنه لحديث ما منه بد، وإني لأستحي منه ، قال: "فما هو يا هنتاه". قالت: إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة ، فما ترى فيها ، فقد منعتني الصلاة والصوم [ ص: 158 ] . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أنعت لك الكرسف ، فإنه يذهب الدم". قالت: هو أكثر من ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فتلجمي" قالت: هو أكثر من ذلك قال: "فاتخذي ثوبا" ، قالت: هو أكثر من ذلك ، إنما أثج ثجا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " سآمرك بأمرين: أيهما فعلت أجزأك من الآخر ، فإن قويت عليهما ، فأنت أعلم " قال لها: "إنما هي ركضة من ركضات الشيطان فتحيضي ستة أيام ، أو سبعة أيام ، في علم الله ، ثم اغتسلي ، حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقيت فصلي أربعا وعشرين ليلة وأيامها ، أو ثلاثا وعشرين ليلة، وأيامها ، وصومي، فإنه يجزئك ، وكذلك افعلي في كل شهر ، كما تحيض النساء، وكما يطهرن ، لميقات حيضهن، وطهرهن".

[ ص: 159 ] 2190 - قال الشافعي ، عقيب هذا في غير حديث أبي بكر ، وأبي زكريا: هذا يدل على أنها كانت تعرف أيام حيضها ستا أو سبعا ، فلذلك قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ما قال.

2191 - قال: " وإن قويت أن تؤخري الظهر ، وتعجلي العصر، وتغتسلين حتى تطهري ، ثم تصلين الظهر والعصر جميعا ، ثم تؤخرين المغرب، وتعجلين العشاء ، ثم تغتسلين، وتجمعين بين المغرب والعشاء فافعلي ، وتغتسلين عند الفجر، ثم تصلين الصبح وكذلك فافعلي، وصومي ، إن قويت على ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أحب الأمرين إلي".

2192 - قال الإمام أحمد : هكذا رواه الشافعي ، في كتاب الحيض ، وهو من قوله: "وإن قويت" إلى آخره ، في الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية