الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3055 - وروينا عن الصغاني، عن خالد بن خداش، عن عمر بن هارون بإسناده هذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم " قرأ في الصلاة: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فعدها آية، ( الحمد لله رب العالمين ) آيتين، ( الرحمن الرحيم ) ثلاث آيات، ( مالك يوم الدين ) ، أربع آيات وقال هكذا ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وجمع خمس أصابعه ".

3056 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس هو الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، فذكره.

3057 - وأحسن ما يحتج به أصحابنا في أن: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) من القرآن، وأنها في فواتح السور منها، سوى سورة براءة، ما روينا من جمع الصحابة رضي الله عنهم كتاب الله عز وجل في مصاحف، وأنهم كتبوا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، على رأس كل سورة سوى سورة براءة من غير استثناء، ولا تقييد، ولا إدخال شيء آخر فيها، وهم يقصدون بذلك نفي الخلاف عن القراءة، فكيف يتوهم عليهم أنهم كتبوا فيها: مائة وثلاث عشرة آية ليست من القرآن؟.

3058 - والذي روي في ذلك عن عثمان بن عفان رضي الله عنه يؤكد ما قلنا.

3059 - وهو ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ قال: حدثنا الحسين بن الفضل البجلي قال: حدثنا هوذة بن خليفة قال: حدثنا عوف بن أبي جميلة قال: حدثنا يزيد الفارسي قال: قال لنا ابن عباس ، قلت: لعثمان بن عفان، ما حملكم على أن عمدتم إلى [ ص: 365 ] الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة، وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم. ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء، يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: " ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية، فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فظننا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم ".

3060 - قال الشيخ أحمد : قد علمنا بالرواية الصحيحة، عن ابن عباس : أنه كان يعد ( بسم الله الرحمن الرحيم ) آية من الفاتحة، بعد سماع هذا الحديث من عثمان بن عفان.

التالي السابق


الخدمات العلمية