الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
83 - أقل الحيض وأكثره

2248 - قال الإمام أحمد : رجع الشافعي ، رحمه الله في أقل الحيض وأكثره إلى الوجود.

2249 - قال: قد رأيت امرأة أثبت لي عنها أنها لم تزل تحيض يوما، ولا تزيد عليه.

2250 - وأثبت لي عن نساء أنهن لم يزلن يحضن أقل من ثلاث.

2251 - وعن نساء أنهن لم يزلن يحضن خمسة عشر يوما.

2252 - وعن امرأة أو أكثر أنها لم تزل تحيض ثلاثة عشر.

2253 - فقال بعض من كلام الشافعي في ذلك، فإنما قلته لشيء رويته عن أنس بن مالك .

2254 - قال الشافعي ، أليس هذا حديث الجلد بن أيوب قال: بلى. قلت: فقد أخبرنيه ابن علية ، عن الجلد بن أيوب ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس بن مالك ، أنه قال : [ ص: 169 ] قرء المرأة أو قروء حيض المرأة ثلاثة أو أربعة، حتى انتهى إلى عشرة.

2255 - قال الشافعي : وقال لي ابن علية: الجلد أعرابي، لا يعرف الحديث.

2256 - وقال لي: قد استحيضت امرأة من آل أنس بن مالك ، فسئل ابن عباس عنها، فأفتى فيها، وأنس حي، فكيف يكون عند أنس بن مالك . ما قلت من علم الحيض، ويحتاجون إلى مسألة غيره فيما عنده علم.

2257 - ونحن، وأنت لا نثبت حديث مثل الجلد، ونستدل على غلط من هو أحفظ منه بأقل من هذا.

2258 - أخبرنا بحديث الجلد أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر ، وأبو زكريا، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي ، فذكره، وذكر قول ابن علية: الجلد أعرابي، لا يعرف الحديث. وذكر أبو عبد الله ما بعده إلى آخره دونهما.

2259 - والذي قاله الشافعي وحكاه عن ابن علية في تضعيف الجلد بن أيوب، موافق لكلام غيره من حفاظ الحديث.

2260 - وروينا عن حماد بن زيد، أنه كان يضعفه، ويقول: لم يكن يعقل الحديث .

[ ص: 170 ] 2261 - وقال حماد: ذهبت أنا وجرير بن حازم، إلى الجلد بن أيوب، فحدثنا بحديث معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك في الحائض، فذهبنا نوقفه، فإذا هو لا يفصل بين الحائض، والمستحاضة.

2262 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد، فذكر ذهابه إليه مع جرير، مثل ذلك.

2263 - وروينا عن سفيان بن عيينة ، وابن المبارك، وابن عاصم، وسليمان بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم ، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، أنهم كانوا يضعفون الجلد بن أيوب، ولا يرونه في موضع الحجة.

2264 - وروى من أوجه أخر ضعيفة، عن أنس، مرفوعا، وموقوفا، وليس له عن أنس بن مالك أصل، إلا من جهة الجلد بن أيوب، ومنه سرقه هؤلاء الضعفاء ، والله المستعان.

التالي السابق


الخدمات العلمية