الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2623 - أما الموصول، ففيما أخبرنا أبو علي الروذباري في كتاب السنن قال: أخبرنا أبو بكر بن داسة قال: أخبرنا أبو داود قال: أخبرنا محمد بن منصور الطوسي قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، أخبرنا أبي، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: حدثني أبي عبد الله بن زيد قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل، ليضرب به الناس في الجمع للصلوات طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت، ندعو به إلى الصلاة قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك فقلت له: بلى قال: فقال: تقول: الله أكبر الله أكبر، فذكر الأذان مثنى مثنى قال ثم استأخر عني غير بعيد، ثم قال: ثم تقول: إذا أقيمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. قال: فلما أصبحت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بما رأيت، فقال: "إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك"، فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذن به. قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب، وهو في بيته، فخرج يجر رداءه، يقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله صلى الله عليك لقد رأيت مثل ما رأى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فله الحمد" .

[ ص: 260 ] 2624 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن يحيى المطرز، يقول، سمعت محمد بن يحيى الذهلي، يقول: ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا، لأن محمدا، سمع من أبيه، وابن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد.

2625 - وقرأت في كتاب أبي عيسى الترمذي، سألت محمدا يعني البخاري ، عن هذا الحديث، فقال: هو عندي صحيح.

2626 - قال الشيخ أحمد : وأما المرسل، فقد رواه يونس بن يزيد، ومحمد بن إسحاق، وغيرهما، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب في قصة عبد الله بن زيد.

2627 - وقد ذكرنا إسناده في "كتاب السنن".

2628 - والترجيح بالزيادة إنما يجوز بعد ثبوت الزيادة، وقد ذكرنا ضعف رواية من روى في قصة تثنية الإقامة، ثم في حديث أنس بن مالك الذي قد اتفق أهل العلم بالحديث على صحته.

2629 - وحديث عبد الله بن عمر دلالة على أن الأمر صار إلى إفراد الإقامة، إن كانت مثنى قبل ذلك، وبالله التوفيق .

[ ص: 261 ] 2630 - وإلى إفراد الإقامة، ذهب سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والزهري، ومالك بن أنس، وأهل الحجاز.

2631 - وإليه ذهب عمر بن عبد العزيز، ومكحول، والأوزاعي، وأهل الشام.

2632 - وإليه ذهب الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور، ومن تبعهم من العراقيين.

2633 - وإليه ذهب يحيى بن يحيى، وإسحاق الحنظلي، ومن تبعهما من الخراسانيين.

[ ص: 262 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية