الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر البيعة بولاية العهد لهشام والوليد

لما وجه يزيد بن عبد الملك الجيوش إلى يزيد بن المهلب ، على ما ذكرناه ، واستعمل على الجيش مسلمة بن عبد الملك أخاه ، والعباس بن الوليد بن عبد الملك وهو ابن أخيه ، قالا له : يا أمير المؤمنين إن أهل العراق أهل غدر وإرجاف ، وقد توجهنا محاربين والحوادث تحدث ، ولا نأمن أن يرجف أهل العراق ، ويقولوا : مات أمير المؤمنين ، فيفت ذلك في أعضادنا ، فلو عهدت عهد عبد العزيز بن الوليد لكان رأيا صوابا .

فبلغ ذلك مسلمة بن عبد الملك ، فأتى أخاه يزيد ، فقال : يا أمير المؤمنين أيما أحب إليك أخوك أم ابن أخيك ؟ فقال : بل أخي . فقال : فأخوك أحق بالخلافة . فقال يزيد : إذا لم تكن في ولدي فأخي أحق بها من ابن أخي كما ذكرت . قال : فابنك لم يبلغ فبايع لهشام بن عبد الملك ثم بعده لابنك الوليد ، وكان الوليد يومئذ ابن إحدى عشرة سنة ، فبايع بولاية العهد لهشام بن عبد الملك أخيه ، وبعده لابنه الوليد بن يزيد ، ثم عاش يزيد حتى بلغ ابنه الوليد ، فكان إذا رآه يقول : الله بيني وبين من جعل هشاما بيني وبينك .

التالي السابق


الخدمات العلمية