الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما الأيام التي وردت فيها السنة بصيامها ، فمنها يوم عرفة وعاشوراء ، وقد ذكرنا فضل الصيام فيها ، ومنها صيام الأيام البيض من كل شهر قد روي أن أعرابيا قال : يا رسول الله إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن كنت صائما فصم الغر " .

                                                                                                                                            [ ص: 475 ] وقال ابن قتيبة : الغر البيض بطلوع القمر في جميعها .

                                                                                                                                            روى عبد الله بن العلاء عن أبي الأزهر عن معاوية بن أبي سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صوموا الشهر وسره " وفيه تأويلان :

                                                                                                                                            أحدهما : أنه عنى بالشهر رمضان وسره الأيام الستة التي تليه من أول شوال .

                                                                                                                                            والثاني : أنه أراد بالشهر مستهل الشهر ، والعرب تسمي الهلال شهرا قال الشاعر :

                                                                                                                                            أخوان من نجد علانية والشهر مثل قلامة الظفر

                                                                                                                                            وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصيام الشهر من كل شهر وفيه ثلاثة تأويلات :

                                                                                                                                            أحدهما : أنها الأيام البيض .

                                                                                                                                            والثاني : أنها الأيام الأول من كل شهر .

                                                                                                                                            والثالث : أنه أكثره واختلف الناس في الأيام البيض ، هل كانت فرضا ثم نسخت ؟ على مذهبين :

                                                                                                                                            أحدهما : أنها كانت فرضا ثم نسخت بشهر رمضان .

                                                                                                                                            والمذهب الثاني : وهو أشبه بمذهب الشافعي ، أنها سنة لم تزل ، واختلفوا في زمانها ، فقال بعضهم : الثاني عشر وما يليه .

                                                                                                                                            وقال آخرون : الثالث عشر وما يليه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية