الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : يستحب للفقير أن يتعفف عن السؤال لما روي عن بعض الصحابة أنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، وأن لا يسأل أحد أحدا شيئا وروى أبو سعيد الخدري أن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ، حتى إذا نفد ما عنده قال : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن [ ص: 393 ] يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد من عطاء أوسع من الصبر ، وروى طارق عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم يسد الله فاقته ، ومن أنزلها بالله أوشك له بالغنى أو بموت عاجل فلذلك كرهنا له السؤال مع قوله تعالى : لا يسألون الناس إلحافا [ البقرة : 273 ] فإن سأل لم يحرم السؤال عليه إذا كان محتاجا ويقصد بسؤاله أهل الخير والصلاح فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت لا بد سائلا فاسأل الصالحين وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يد الله العلياء ويد المعطي الوسطى ويد المستعطي السفلى فأما من سأل وهو غني عن المسألة ، بمال أو بصناعة فهو بسؤاله آثم ، وما يأخذه عليه محرم قال النبي صلى الله عليه وسلم : من سأل وهو غني ، جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوحا في وجهه ، قيل : وما غناه ؟ قال خمسون درهما أو عدلها من الذهب وقال صلى الله عليه وسلم من سأل وله أوقية فقد سأل الناس إلحافا وليس الغنى بالمال وحده بل قد يكون الرجل غنيا بماله ، وقد يكون غنيا بنفسه وصنعته ، فإذا استغنى بمادة من مال أو صنعة ، كان غنيا تحرم المسألة عليه ، ونحن نسأل الله المعونة وحسن الكفاية بتوفيقه ومنه إن شاء الله .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية