الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ويضمن ربها ) أي : الدابة ( ومستعير ومستأجر ومودع ما أفسدت من زرع وشجر وغيرهما ) كثوب خرقته أو مضغته فنقص ، أو وطئت عليه ونحوه ( ليلا ) فقط نصا . لحديث مالك عن الزهري عن حزام بن سعد عن محيصة " { أن ناقة للبراء دخلت حائط قوم فأفسدت . فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن على أهل الأموال حفظها بالنهار ، وما أفسدت بالليل فهو مضمون عليهم } " قال ابن عبد البر : هذا وإن كان مرسلا فهو مشهور . وهذا حدث به الأئمة الثقات وتلقاه فقهاء الحجاز بالقبول ، ولأن عادة أهل المواشي إرسالها للرعي وحفظها ليلا وعادة أهل الحوائط حفظها نهارا ( إن فرط ) من هي في يده في حفظها بأن لم يضمنها بحيث لا يمكن الخروج . فإن فعل فأخرجها غيره أو فتح عليها بابها فعليه الضمان دون مالكها لتسببه . و ( لا ) يضمن ما أفسدت ( نهارا ) للخبر . ولأن التفريط من جهة ربه بتركه الحفظ في عادته وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما ، وقضى على كل منهما بالحفظ في وقت عادته . وقيده جماعة بما إذا لم ترسل [ ص: 331 ] بقرب ما تتلفه عادة ، ( إلا غاصبها ) فيضمن ما أفسدت نهارا أيضا لتعديه بإمساكها .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية