الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وليس له ) أي : لمن بيده الغصوب والرهون والأمانات المجهولة أربابها ( التوسع بشيء منها وإن ) كان ( فقيرا ) من أهل الصدقة نصا . والديون المستحقة كالأعيان يتصدق بها عن مستحقها نصا . وإن أراد من بيده عين جهل مالكها أن يتملكها ويتصدق بثمنها عن مالكها ، فنقل صالح عن أبيه الجواز فيمن اشترى حرا وعلم أن البائع باعه ما لا يملك ولا يعرف له أرباب : أرجو إن أخرج قيمة الأجر فتصدق به أن ينجو من إثمه ( ومن لم يقدر على مباح ) بأن عدم المباح يأكله ونحوه ( لم يأكل من حرام ماله غنية كحلوى ونحوها ) كفواكه ويأكل عادته . ذكره في النوادر ، إذ لا داعي للزيادة ( ولو نوى جحد ما بيده من ذلك ) أي : المذكور من غصوب أو رهون أو أمانات في حياة ربه فثوابه له ( أو ) نوى جحد ( حق ) أي : دين ( عليه في حياة ربه فثوابه له ) أي : لربه لقيام نية جحده مقام إتلافه إذن ، فكأنه لم ينقل لورثة ربه بموته ( وإلا ) ينوي جحده حتى مات ربه ( ف ) ثوابه ( لورثته ) نصا . لأنه إنما عدم عليهم ( ولو ندم ) غاصب على فعله وقد مات المغصوب منه ( ورد ما غصبه على الورثة برئ من إثمه ) أي : المغصوب لوصوله لمستحقه . و ( لا ) يبرأ ( من إثم [ ص: 324 ] الغصب ) لما أدخل على قلب مالكه من ألم الغصب ومضرة المنع من ملكه مدة حياته ، فلا يزول إثم ذلك إلا بالتوبة ( ولو رده ) أي : المغصوب ( ورثة غاصبه ) بعد موته وموت مالكه إلى ورثته ( فلمغصوب منه مطالبته ) أي الغاصب بما غصبه منه ( في الآخرة ) ; لأن المظالم لو انتقلت لما استقر لمظلوم حق في الآخرة ; ولأنها ظلامة عليه قد مات ولم يتحلل منها برد ولا تبرئة . فلا تسقط عنه برد غيره لها إلى غير المظلوم ، كما لو جهل ورثة ربها فتصدق بها عنهم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية