الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما إذا احتقن بالدواء فقد أفطر قليلا كان ذلك أو كثيرا ، أو سواء وصل إلى المعدة أم لا ؟ وكذلك لو قطر في إحليله دواء أفطر به ، وسواء وصل إلى المعدة أم لا ؛ لأن باطن السبيلين لا يجوف .

                                                                                                                                            وقال مالك : إن كان كثيرا أفطر به في الموضعين ، وإن كان يسيرا لم يفطره قال أبو حنيفة يفطر بالحقنة ، ولا يفطر بما دخل في إحليله في إحدى الروايتين عنه ، وقال الحسن بن صالح لا يفطر بهما ، وإنما يفطر بما وصل إلى جوفه من فمه .

                                                                                                                                            والدلالة على مالك هو أن كل ما أفسد الصوم كثيره أفسده قليله كالأكل ، والدلالة على أبي حنيفة أنه منفذ إلى الجوف يفطر بالخارج منه وهو المني ، فوجب أن يفطر بالخارج منه كالفم يفطر بما دخل منه وهو الأكل ، وبما خرج منه وهو القيء ، والدلالة على الحسن بن صالح هو أنه ذاكر للصوم أوصل إلى جوفه باختياره ما يمكنه الاحتراز منه ، فوجب أن يفطر كالأكل والشرب .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية