الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( فأما إن تزوج عبد معتقة ) لغير سيده فأولدها ( فولاء من تلد لمولى أمه ) أي : زوجة العبد فيعقل عن أولاد معتقه ويرثهم إذا ماتوا ; لأنه سبب الإنعام عليهم ; لأنهم صاروا أحرارا بسبب عتق أمهم ( فإن أعتق الأب ) أي : العبد الذي هو أبو أولاد المعتقة ( سيده ) فله ولاؤه ( وجر ولاء ولده ) عن مولى أمه العتيقة ; لأنه بعتقه صلح للانتساب إليه وعاد وارثا ووليا ، فعادت النسبة إليه وإلى مواليه وصار بمنزلة استحقاق الملاعن ولده ; لأن الانتساب للأب فكذا الولاء . وروى عبد الرحمن عن الزبير ( أنه لما قدم خيبر رأى فتية لعسا فأعجبه ظرفهم وجمالهم فسأل عنهم فقيل له : إنهم موالي رافع بن خديج وأبوهم مملوك لآل الحرقة فاشترى الزبير أباهم فأعتقه وقال لأولاده انتسبوا إلي فإن ولاءكم لي فقال رافع بن خديج : الولاء لي ; لأنهم عتقوا بعتق أمهم . فاحتكموا إلى عثمان . فقضى بالولاء للزبير . فاجتمعت الصحابة عليه ( واللعس : سواد في الشفتين تستحسنه العرب

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية