الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          . ( ومن تحجر مواتا بأن أدار حوله أحجارا ) أو ترابا أو شوكا أو حائطا غير منيع لم يملكه ، ( أو حفر بئرا لم يصل ماءها ) لم يملكها نصا ( أو سقى شجرا مباحا ) كالزيتون والخرنوب . قال في حاشية التنقيح : الصواب شفا بالشين المعجمة وتشديد الفاء أي : قطع الأغصان الرديئة لتخلفها أغصان جيدة ( وأصلحه ولم يركبه ) أي : يطعمه لم يملكه ، فإن طعمه ملكه بذلك ( ونحوه ) بأن حرث الأرض أو خندق حولها لم يملكها ; لأن المسافر قد ينزل منزلا ويحوط على رحله بنحو ذلك ( أو أقطعه ) أي : أقطعه الإمام مواتا ليحييه ( لم يملكه ) قبل إحيائه ; لأن الموات إنما يملك بالإحياء ولم يوجد . وعلم منه أن للإمام إقطاع الموات لمن يحييه وأنه لا يملكه بالإقطاع بل بإحيائه ( وهو ) أي : من تحجر الموات أو حفر البئر ولم يصل ماءها أو سقى الشجر المباح ولم يركبه ونحوه أو أقطعه ( أحق به ) من غيره لحديث { من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له } " .

                                                                          ( و ) كذا ( وارثه ) من بعده به أحق لحديث { من ترك حقا أو مالا فلورثته } ; ولأنه حق للموروث فقام فيه وارثه مقامه كسائر حقوقه ، ( و ) كذا ( من ينقله ) المتحجر ونحوه والمقطع ( إليه ) أحق به ممن سواه ; لأنه أقامه مقامه فيه

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية