الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5195 ص: حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو نعيم ، قال: حدثنا أبو عميس ، عن ابن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه، قال: " أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عين من المشركين وهو في سفر، فجلس فتحدث عند أصحابه ثم انسل، ، فقال النبي -عليه السلام-: اطلبوه فاقتلوه، فسبقتهم فقتلته وأخذت سلبه، فنفلني إياه". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح.

                                                وأبو نعيم الفضل بن دكين شيخ البخاري .

                                                وأبو عميس عتبة بن عبد الله المسعودي الكوفي، روى له الجماعة.

                                                وأخرجه البخاري في "الجهاد": عن أبي نعيم ، عن أبي عميس ... إلى آخره نحوه.

                                                وأخرجه مسلم في "المغازي": عن زهير بن حرب ... إلى آخره نحو معناه.

                                                قوله: "عين" أي: جاسوس، يقال: اعتان له: إذا أتاه بالخبر.

                                                قوله: "ثم انسل" من الانسلال وهو أن يغافل الناس ويذهب.

                                                وفي الحديث: جواز قتل جاسوس أهل الحرب، وجواز تنفيل الإمام سلب المقتول لقاتله.

                                                واعلم أن الطحاوي قد أخرج أحاديث تنفيل السلب عن سبعة أنفس من الصحابة -رضي الله عنهم-، وهم: عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عباس وخالد بن الوليد وعوف بن مالك الأشجعي وأبو قتادة الأنصاري وأنس بن مالك وسلمة بن الأكوع -رضي الله عنهم-.

                                                [ ص: 257 ] ولما أخرج الترمذي حديث أبي قتادة قال: وفي الباب عن عوف بن مالك وخالد بن الوليد وأنس وسمرة بن جندب .

                                                قلت: وفي الباب عن عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله الأنصاري ومحمد بن سهل بن أبي حثمة وخزيمة بن ثابت -رضي الله عنهم-.

                                                أما حديث سمرة بن جندب: فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا أبو معاوية ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن نعيم بن أبي هند ، عن ابن سمرة بن جندب ، عن أبيه قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "من قتل فله السلب".

                                                وأما حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: فأخرجه البيهقي: من حديث أبي خالد الأحمر ، عن يحيى بن سعيد ، عن سالم ، عن أبيه قال: "لقينا العدو مع رسول الله -عليه السلام- فطعنت رجلا فقتلته، فنفلني رسول الله -عليه السلام- سلبه".

                                                قال البيهقي: هذا حديث غريب.

                                                وأما حديث جابر بن عبد الله: فأخرجه البيهقي أيضا: من حديث الواقدي، حدثني سليمان بن بلال، حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر قال: "أصيبت بغزوة مؤتة ناس من المسلمين، وغنم المسلمون بعض أمتعة المشركين، فكان مما غنموا خاتما جاء به رجل إلى رسول الله -عليه السلام-، قال: قتلت صاحبه يومئذ، فنفله رسول الله -عليه السلام- إياه".

                                                وأما حديث محمد بن سهل بن أبي حثمة: فأخرجه الواقدي: من حديث موسى بن عمر الحارثي ، عن أبي عفير محمد بن سهل بن أبي حثمة، قال: "لما حول رسول الله -عليه السلام- إلى الشق - يعني من خيبر - خرج رجل من اليهود فصاح: من يبارز؟ فبرز له أبو دجانة قد عصب رأسه بعصابة حمراء فوق المغفر يختال في مشيته، فضربه

                                                [ ص: 258 ] فقطع رجليه ثم دفف عليه وأخذ سلبه درعه وسيفه، فجاء به إلى رسول الله -عليه السلام-، فنفله".


                                                وأخرجه البيهقي من طريق الواقدي .

                                                وقال الذهبي: هذا منقطع، والواقدي واه.

                                                قلت: محمد بن سهل بن أبي حثمة ذكره بعض الحفاظ في الصحابة. قاله ابن الأثير .

                                                وأما حديث خزيمة بن ثابت: فأخرجه الواقدي أيضا: حدثني بكير بن مسمار ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه، قال: "حضرت مؤتة، فبارزني رجل منهم يومئذ فأصبته وعليه بيضة فيها ياقوتة، فلم تكن همتي إلا الياقوتة فأخذتها، فلما رجعت إلى المدينة أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنفلنيها فبعتها زمن عثمان -رضي الله عنه- بمائة دينار، فاشتريت بها حديقة".




                                                الخدمات العلمية