الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5108 ص: حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري ، عن أبيه ، عن جده ، أنه قال: " قدم على عمر -رضي الله عنه- رجل من قبل أبي موسى ، -رضي الله عنه-..." ثم ذكر نحوه.

                                                فهذا سعد 5 وأبو موسى -رضي الله عنهما- لم يستتيباه، وأحب عمر -رضي الله عنه- أن لو استتيب، فقد يحتمل أن يكون ذلك لأنه كان يرجو له التوبة، ولم يوجب عليهم بقتلهم شيئا؛ لأنهم فعلوا ما لهم أن يروه ففعلوه، وإن خالف رأي إمامهم.

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح.

                                                و: "القاري": بتشديد الياء نسبة إلى قارة وهي قبيلة وهم عضل والديش أبناء الهون بن خزيمة؛ سموا قارة لاجتماعهم والتفافهم.

                                                [ ص: 167 ] والأثر أخرجه مالك في "موطئه" والبيهقي في "سننه": من حديث مالك ، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري ، عن أبيه قال: "قدم على عمر رجل من قبل أبي موسى، فسأله عن الناس فأخبره، ثم قال: هل كان فيكم من مغربة خبر؟ فقال: نعم، رجل كفر بعد إسلامه، قال: فما فعلتم به؟ قال: قربناه فضربنا عنقه، قال: فهلا حبستموه ثلاثا، وأطعمتموه كل يوم رغيفا، واستتبتموه لعله يتوب أو يراجع أمر الله؟! اللهم إني لم أحضر، ولم آمركم، ولم أرض إذ بلغني".

                                                وقال البيهقي: قال الشافعي: من قال: لا يتأنى به زعم أن الذي روي عن عمر -رضي الله عنه- في حبسه ثلاثا ليس بثابت؛ لانقطاعه، وإن كان ثابتا لم يجعل على من قتله قبل ثلاث شيئا.

                                                قوله: "فهذا سعد" أراد به سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.




                                                الخدمات العلمية