الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5107 ص: حدثنا يونس ، قال: ثنا ابن وهب ، قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، عن أبيه ، عن جده قال: "لما افتتح سعد 5 وأبو موسى -رضي الله عنهما- تستر ، أرسل أبو موسى رسولا إلى عمر ، -رضي الله عنه-... فذكر حديثا طويلا. قال: "ثم أقبل عمر على الرسول فقال: هل كانت عندكم من مغربة خبر؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، أخذنا رجلا من العرب كفر بعد إسلامه، قال عمر : ( -رضي الله عنه-: فما صنعتم به؟ قال: قدمناه فضربنا عنقه، قال عمر : ( -رضي الله عنه-: أفلا أدخلتموه بيتا ثم طينتم عليه ثم رميتم إليه برغيف ثلاثة أيام لعله أن يتوب أو يراجع أمر الله، اللهم إني لم آمر، ولم أشهد، ولم أرض إذ بلغني".

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح.

                                                ويعقوب بن [عبد الرحمن بن محمد القاري المدني روى له الجماعة سوى ابن ماجه .

                                                وأبوه: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد، وثقه ابن حبان. وجده: محمد بن عبد الله القاري، وثقه ابن حبان .

                                                وأخرجه ابن حزم في "المحلى": من حديث مجزأة بن ثور: "أنه قدم على عمر -رضي الله عنه- يبشره بفتح تستر، فقال له عمر -رضي الله عنه-: هل كانت مغربة تخبرنا بها؟ قال: لا، إلا أن رجلا من العرب ارتد فضربنا عنقه. قال عمر -رضي الله عنه-: ويحكم، فهلا طينتم عليه بابا وفتحتم له كوة فأطعمتموه منها كل يوم رغيفا وسقيتموه كوزا

                                                [ ص: 166 ] من ماء ثلاثة أيام ثم عرضتم عليه الإسلام في الثلاث فلعله أن يراجع؟ اللهم لم أحضر، ولم آمر، ولم أعلم".

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا ابن عيينة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال: "لما قدم علي عمر -رضي الله عنه- فتح تستر - وتستر من أرض البصرة - سألهم: هل من مغربة؟ قالوا: رجل من المسلمين لحق بالمشركين فأخذناه. قال: ما صنعتم به؟ قالوا: قتلناه. قال: أفلا أدخلتموه بيتا وأغلقتم عليه بابا وأطعمتموه كل يوم رغيفا ثم استتبتموه ثلاثا، فإن تاب وإلا قتلتموه؟! ثم قال: اللهم لم أشهد، ولم آمر، ولم أرض إذ بلغني - أو قال: حين بلغني -".

                                                قوله: "هل كانت عندكم من مغربة خبر" أي هل من خبر جديد جاء من بلد بعيد؟ يقال: هل من مغربة خبر - بكسر الراء وفتحها - مع الإضافة فيهما، وهو من الغرب: البعد وشأو مغرب ومغرب أي: بعيد.

                                                فهذا يدل على أن المرتد يؤجل له ثلاثة أيام يستتاب فيها، فإن تاب وإلا قتل، وبهذا قال أصحابنا كما ذكرناه.




                                                الخدمات العلمية