الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة ، في شعبان ، وصل إلكيا أبو الحسن علي بن محمد الطبري المعروف بالهراس ، الفقيه الشافعي ، ولقبه عماد الدين شمس الإسلام ، برسالة من السلطان بركيارق إلى الخليفة ، وهو من أصحاب إمام الحرمين أبي المعالي الجويني ، ومولده خمسين وأربعمائة ، واعتنى بأمره مجد الملك البلاساني ، وقام له الوزير عميد الدولة بن جهير لما دخل عليه .

وفيها قتل أبو القاسم ابن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني بنيسابور ، وكان خطيبها ، واتهم العامة أبا البركات الثعلبي بأنه هو الذي سعى في قتله ، فوثبوا به فقتلوه وأكلوا لحمه .

وفيها كان بخراسان غلاء شديد ، تعذرت فيه الأقوات ، ودام سنتين ، وكان سببه أن البرد أهلك الزروع جميعها ، ولحق الناس بعده وباء جارف ، فمات منهم خلق كثير عجزوا عن دفنهم لكثرتهم .

[ الوفيات ]

وفيها ، في شعبان ، توفي أبو الغنائم الفارقي ، الفقيه الشافعي ، بجزيرة ابن عمر ، وكان إماما فاضلا زاهدا .

[ ص: 432 ] وفيها ، في صفر ، توفي أبو عبيد الله الحسين بن طلحة النعالي ، وعمره نحو تسعين سنة وكان عالي الإسناد في الحديث ، وقيل توفي سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة .

وفيها ، في شعبان ، توفي أبو غالب محمد بن علي بن عبد الواحد بن الصباغ الفقيه الشافعي ، تفقه على ابن عمة أبي نصر ، وكان حسن الخلق ، متواضعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية