الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بله ) ( س ) في حديث نعيم الجنة : ولا خطر على قلب بشر ، بله ما اطلعتم عليه بله [ ص: 155 ] من أسماء الأفعال بمعنى دع واترك ، تقول بله زيدا . وقد يوضع موضع المصدر ويضاف ، فيقال بله زيد ، أي ترك زيد . وقوله ما اطلعتم عليه : يحتمل أن يكون منصوب المحل ومجروره على التقديرين ، والمعنى : دع ما اطلعتم عليه من نعيم الجنة وعرفتموه من لذاتها .

                                                          ( هـ ) وفيه : أكثر أهل الجنة البله هو جمع الأبله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير . وقيل هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس ; لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها ، وأقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها ، فاستحقوا أن يكونوا أكثر أهل الجنة . فأما الأبله وهو الذي لا عقل له فغير مراد في الحديث .

                                                          * وفي حديث الزبرقان : " خير أولادنا الأبله العقول " يريد أنه لشدة حيائه كالأبله وهو عقول .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية