الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حرج ) ( هـ س ) فيه : حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج الحرج في الأصل : الضيق ، ويقع على الإثم والحرام . وقيل : الحرج أضيق الضيق . وقد تكرر في الحديث كثيرا . فمعنى قوله : حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج : أي لا بأس ولا إثم عليكم أن تحدثوا عنهم ما سمعتم وإن استحال أن يكون في هذه الأمة ، مثل ما روي أن ثيابهم كانت تطول ، وأن النار كانت تنزل من السماء فتأكل القربان وغير ذلك ; لا أن يحدث عنهم بالكذب . ويشهد لهذا التأويل ما جاء في بعض رواياته : فإن فيهم العجائب وقيل : معناه إن الحديث عنهم إذا أديته على ما سمعته حقا كان أو باطلا لم يكن عليك إثم لطول العهد ووقوع الفترة ، بخلاف الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لأنه إنما يكون بعد العلم بصحة روايته وعدالة رواته . وقيل : معناه إن الحديث عنهم ليس على الوجوب ; لأن قوله - عليه الصلاة والسلام - في أول الحديث : بلغوا عني على الوجوب ، ثم أتبعه بقوله : وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج : أي لا حرج عليكم إن لم تحدثوا عنهم .

                                                          * ومن أحاديث الحرج قوله في قتل الحيات : فليحرج عليها هو أن يقول لها أنت في حرج : أي ضيق إن عدت إلينا ، فلا تلومينا أن نضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل .

                                                          * ومنها حديث اليتامى : تحرجوا أن يأكلوا معهم أي ضيقوا على أنفسهم . وتحرج فلان إذا فعل فعلا يخرج به من الحرج : الإثم والضيق .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة أي أضيقه وأحرمه على من ظلمهما . حرج على ظلمك : أي حرمه . وأحرجها بتطليقة : أي حرمها .

                                                          ومنه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في صلاة الجمعة : كره أن يحرجهم أي [ ص: 362 ] يوقعهم في الحرج . وأحاديث الحرج كثيرة ، وكلها راجعة إلى هذا المعنى .

                                                          ( س ) وفي حديث حنين : حتى تركوه في حرجة الحرجة بالتحريك : مجتمع شجر ملتف كالغيضة ، والجمع حرج وحراج .

                                                          * ومنه حديث معاذ بن عمرو : نظرت إلى أبي جهل في مثل الحرجة .

                                                          * والحديث الآخر : إن موضع البيت كان في حرجة وعضاه .

                                                          ( س ) وفيه : قدم وفد مذحج على حراجيج " الحراجيج : جمع حرجج وحرجوج ، وهي الناقة الطويلة . وقيل الضامرة . وقيل الحادة القلب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية