الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جرد ) ( هـ ) في صفته - صلى الله عليه وسلم - : " أنه كان أنور المتجرد " أي ما جرد عنه الثياب من جسده وكشف ، يريد أنه كان مشرق الجسد .

                                                          وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - أيضا : " أنه أجرد ذو مسربة " الأجرد الذي على بدنه شعر ، ولم يكن كذلك ، وإنما أراد به أن الشعر كان في أماكن من بدنه ، كالمسربة ، والساعدين ، والساقين ، فإن ضد الأجرد الأشعر ، وهو الذي على جميع بدنه شعر .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " أهل الجنة جرد مرد " .

                                                          ( س ) وحديث أنس - رضي الله عنه - : " أنه أخرج نعلين جرداوين ، فقال : هاتان نعلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أي لا شعر عليهما .

                                                          وفيه : " القلوب أربعة : قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر " أي ليس فيه غل ولا غش ، فهو على أصل الفطرة ، فنور الإيمان فيه يزهر .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : " تجردوا بالحج وإن لم تحرموا " أي تشبهوا بالحاج وإن لم تكونوا حجاجا . وقيل يقال : تجرد فلان بالحج إذا أفرده ولم يقرن .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - : " جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم ولا ينأى عنه كبيركم " أي لا تقرنوا به شيئا من الأحاديث ليكون وحده مفردا . وقيل : أراد أن لا يتعلموا من كتب الله شيئا سواه . وقيل أراد جردوه من النقط والإعراب وما أشبههما . واللام في ليربو من صلة جردوا . والمعنى اجعلوا القرآن لهذا ، وخصوه به واقصروه عليه دون النسيان والإعراض عنه ، لينشأ على تعلمه صغاركم ، ولا يتباعد عن تلاوته وتدبره كباركم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث الشراة : " فإذا ظهروا بين النهرين لم يطاقوا ، ثم يقلون حتى يكون آخرهم لصوصا جرادين " أي يعرون الناس ثيابهم وينهبونها . [ ص: 257 ] ( س ) ومنه حديث الحجاج : " قال لأنس : لأجردنك كما يجرد الضب " أي لأسلخنك سلخ الضب ، لأنه إذا شوي جرد من جلده . وروي : " لأجردنك " بتخفيف الراء . والجرد : أخذ الشيء عن الشيء جرفا وعسفا . ومنه سمي الجارود ، وهي السنة الشديدة المحل ; كأنها تهلك الناس .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " وبها سرحة سر تحتها سبعون نبيا لم تعبل ولم تجرد " أي لم تصبها آفة تهلك ثمرتها ولا ورقها . وقيل هو من قولهم جردت الأرض فهي مجرودة : إذا أكلها الجراد .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : " ليس عندنا من مال المسلمين إلا جرد هذه القطيفة " أي التي انجرد خملها وخلقت .

                                                          ( س ) ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها - : " قالت لها امرأة : رأيت أمي في المنام وفي يدها شحمة ، وعلى فرجها جريدة " تصغير جردة ، وهي الخرقة البالية .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : " ائتني بجريدة " الجريدة : السعفة ، وجمعها جريد .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " كتب القرآن في جرائد " جمع جريدة .

                                                          * وفي حديث أبي موسى - رضي الله عنه - : " وكانت فيها أجارد أمسكت الماء " أي مواضع منجردة من النبات . يقال : مكان أجرد وأرض جرداء .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " تفتح الأرياف فيخرج إليها الناس ، ثم يبعثون إلى أهاليهم : إنكم في أرض جردية " قيل هي منسوبة إلى الجرد - بالتحريك - وهي كل أرض لا نبات بها .

                                                          ( س ) وفي حديث ابن أبي حدرد : " فرميته على جريداء متنه " أي وسطه ، وهو موضع القفا المتجرد عن اللحم ، تصغير الجرداء .

                                                          ( س ) وفي قصة أبي رغال : " فغنته الجرادتان " هما مغنيتان كانتا بمكة في الزمن الأول مشهورتان بحسن الصوت والغناء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية