الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بلل ) ( هـ ) فيه : بلوا أرحامكم ولو بالسلام أي ندوها بصلتها . وهم يطلقون النداوة على الصلة كما يطلقون اليبس على القطيعة ، لأنهم لما رأوا بعض الأشياء يتصل ويختلط بالنداوة ، ويحصل بينهما التجافي والتفرق باليبس استعاروا البلل لمعنى الوصل ، واليبس لمعنى القطيعة .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : فإن لكم رحما سأبلها ببلالها أي أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئا . والبلال جمع بلل . وقيل هو كل ما بل الحلق من ماء أو لبن أو غيره .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث طهفة : " ما نبض ببلال " أراد به اللبن . وقيل المطر .

                                                          [ ص: 154 ] ( س ) ومنه حديث عمر رضي الله عنه : " إن رأيت بللا من عيش " أي خصبا ; لأنه يكون من الماء .

                                                          ( هـ ) وفي حديث زمزم : " هي لشارب حل وبل " البل : المباح . وقيل الشفاء ، من قولهم بل من مرضه وأبل ، وبعضهم يجعله إتباعا لحل ، ويمنع من جواز الإتباع الواو .

                                                          ( س ) وفيه : " من قدر في معيشته بله الله تعالى " أي أغناه .

                                                          * وفي كلام علي رضي الله تعالى عنه : " فإن شكوا بانقطاع شرب أو بالة " يقال لا تبلك عندي بالة ، أي لا يصيبك مني ندى ولا خير .

                                                          ( س ) وفي حديث المغيرة : " بليلة الإرعاد " أي لا تزال ترعد وتهدد . والبليلة : الريح فيها ندى ، والجنوب أبل الرياح ، جعل الإرعاد مثلا للوعيد والتهديد ، من قولهم أرعد الرجل وأبرق إذا تهدد وأوعد .

                                                          ( س ) وفي حديث لقمان : ما شيء أبل للجسم من اللهو هو شيء كلحم العصفور ، أي أشد تصحيحا وموافقة له .

                                                          * وفي حديث عمر رضي الله عنه : " أنه كتب يستحضر المغيرة من البصرة : يمهل ثلاثا ثم يحضر على بلته " أي على ما فيه من الإساءة والعيب . وهو بضم الباء .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عثمان : " ألست ترعى بلتها " البلة نور العضاه قبل أن ينعقد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية