الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 269 ] ( جزع ) ( هـ ) فيه : " أنه وقف على محسر فقرع راحلته فخبت حتى جزعه " أي قطعه ، ولا يكون إلا عرضا ، وجزع الوادي : منقطعه .

                                                          * ومنه حديث مسيره إلى بدر : " ثم جزع الصفيراء " .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث الضحية : " فتفرق الناس إلى غنيمة فتجزعوها " أي اقتسموها . وأصله من الجزع : القطع .

                                                          والحديث الآخر : " ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما ، وإلى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا " الجزيعة : القطعة من الغنم ، تصغير جزعة بالكسر ، وهو القليل من الشيء . يقال : جزع له جزعة من المال : أي قطع له منه قطعة ، هكذا ضبطه الجوهري مصغرا ، والذي جاء في المجمل لابن فارس بفتح الجيم وكسر الزاي . قال : هي القطعة من الغنم ، كأنها فعيلة بمعنى مفعولة ، وما سمعناها في الحديث إلا مصغرة .

                                                          ( س ) ومنه حديث المقداد - رضي الله عنه - : " أتاني الشيطان فقال : إن محمدا يأتي الأنصار فيتحفونه ; ما به حاجة إلى هذه الجزيعة " هي تصغير جزعة ، يريد القليل من اللبن . هكذا ذكره أبو موسى وشرحه ، والذي جاء في صحيح مسلم : ما به حاجة إلى هذه الجزعة ، غير مصغرة ، وأكثر ما يقرأ في كتاب مسلم : الجرعة بضم الجيم وبالراء ، وهي الدفعة من الشرب .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : " انقطع عقد لها من جزع ظفار " الجزع بالفتح : الخرز اليماني ، الواحدة جزعة ، وقد كثرت في الحديث .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : " أنه كان يسبح بالنوى المجزع " وهو الذي حك بعضه بعضا حتى ابيض الموضع المحكوك منه وبقي الباقي على لونه ، تشبيها بالجزع .

                                                          * وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : " لما طعن جعل ابن عباس يجزعه " أي يقول له ما يسليه ويزيل جزعه ، وهو الحزن والخوف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية