الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن وهب لرجل طعاما أو ثيابا أو إداما فأتى رجل فاستحق ذلك وقد أكله قلت : أرأيت إن وهبت لرجل طعاما أو ثيابا أو إداما ، فأتى رجل فاستحق ذلك - وقد أكله الموهوب له أو لبس الثياب فأبلاها - فضمنه المستحق قيمة ما أبلى أو أكل ، [ ص: 184 ] أيكون للموهوب له أن يرجع على الواهب بشيء من ذلك ; لأنه غره في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إنما يكون للمستحق أن يرجع على الموهوب له في هذه الأشياء أبدا إذا كان الواهب عديما لا شيء له ، أو لا يقدر على الواهب . وأما إذا كان الواهب مليا يقدر عليه ، فلا ضمان على الموهوب له ، وإنما للمستحق أن يضمن ذلك الواهب .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كان الواهب عديما ، فضمن المستحق الموهوب له ، أيكون للموهوب له أن يرجع على الواهب بذلك في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا أقوم على حفظ قول مالك في هذا ، ولا أرى ذلك له

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية