الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أني بعت سلعة لي من رجل بسلعة أخرى ، فاستحقت إحدى السلعتين أو قامت البينة أنها حرة واستحقها رجل ، وقد تغيرت السلعة الأخرى بحوالة الأسواق أو بزيادة بدن أو نقصان بدن ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال لي مالك : إذا استحقت إحدى السلعتين أنها حرة ، أو استحقها رجل وقد تغيرت السلعة [ ص: 208 ] الأخرى بزيادة بدن أو نقصان بدن أو بحوالة الأسواق ، فليس له على الذي تغيرت السلعة في يديه إلا قيمة هذه السلعة التي تغيرت يوم قبضها ; لأنها قد فاتت . ولو لم تفت أخذها ، فلما فاتت صار له قيمتها يوم قبضها ; لأنه لا يجتمع لأحد - في قول مالك - الخيار في الضمان وفي أخذ سلعته مثل هذا . قلت : وكذلك إن وهبت لرجل هبة على عوض فعوضني من الهبة التي وهبت له ، ثم استحقت الهبة وقد زاد العوض في يدي أو نقص أو حالت أسواقه ، فإنما للموهوب له قيمة عوضه يوم قبض عوضه ، ولا يجتمع له - في قول مالك أن يكون له الخيار في أخذ سلعته وفي أن يضمنني قيمتها ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم هذا قول مالك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية