الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن اعترفها رجل وهو على ظهر سفر يريد إفريقية ، فاعترف دابته بالفسطاط وأقام عليها البينة فاستحقها ، فقال الذي هي في يديه : اشتريتها من رجل بالشام أتمكنه من الدابة يذهب بها إلى الشام ويعوق هذا عن سفره في قول مالك ؟ هذا حق من الحقوق ، والمسافر في هذا وغير المسافر سواء . ويقال لهذا المسافر : إن أردت أن تخرج فاستخلف من يقوم بأمرك . قلت : أرأيت إن قال هذا المسافر : إني قد استحققت دابتي ، وقول هذا الذي وجدت دابتي في يديه إنه اشتراها بالشام باطل ، لم يشترها بالشام ، ولكنه أراد أن يعوقني عن سفري . أيقبل قول الذي اعترفت الدابة في يديه أنه اشتراها أم لا يقبل قوله إلا ببينة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : سألنا مالكا عنها . فقال : إذا قال صاحبها اشتريتها أمكن مما [ ص: 464 ] وصفت لك ولم يقل لنا مالك إنه يقال له أقم البينة ، ولو كان ذلك عند أهل العلم أنه لا يقبل قوله إلا ببينة لبينوا ذلك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية