في الرجل يفتح كوة في داره يطل منها على جاره قلت : فلو أن من ذلك في قول رجلا بنى قصرا إلى جنب داري ورفعها علي وفتح فيها أبوابا وكوى ، يشرف منها على عيالي أو على داري ، أيكون لي أن أمنعه ؟ مالك
قال : نعم ، يمنع من ذلك وكذلك بلغني عن . مالك
قال ابن القاسم : وقد قال . أخبرنا عمر بن الخطاب أنه كتب إلى ابن لهيعة في رجل أحدث غرفة على جاره ، ففتح عليه كوى فكتب إليه عمر بن الخطاب في ذلك : أن يوضع وراء تلك الكوى سرير ، أو يقوم عليه رجل . فإن كان ينظر إلى ما في دار الرجل منع من ذلك ، وإن كان لم ينظر لم يمنع من ذلك . ورأى عمر أنه ما كان من ذلك ضررا منع ، وما كان من ذلك مما [ ص: 475 ] لا يتناول النظر إليه لم يمنع من ذلك . قلت : وكذلك إن لم يفتح فيها أبوابا ولا كوى ، ولكنه منعني الشمس التي تسقط في داري ومنعني الريح التي كانت تهب في داري ، أيكون لي أن أمنعه من أن يرفع بنيانه إذا كان مضرا بي في شيء من هذه الوجوه التي سألتك عنها في قول مالك ؟ مالك
قال : لا يمنع من هذا ، وإنما يمنع إذا أحدث كوى أو أبوابا يشرف منها ، فهذا الذي يمنع منها ويقال له سدها ، ولم أسمع من في الريح والشمس شيئا . ولا أرى أن يمنع من ذلك . مالك