ذكر غزوة لسرية نورية
كان شهاب الدين إلياس بن إيلغازي بن أرتق ، صاحب قلعة البيرة ، قد سار في عسكره ، وهو في مائتي فارس ، إلى نور الدين وهو بعشترا ، فلما وصل إلى قرية اللبوة ، وهي من عمل بعلبك ، ركب متصيدا ، فصادف ثلاثمائة فارس من الفرنج قد ساروا للإغارة على بلاد الإسلام سابع عشر شوالا ، فوقع بعضهم على بعض ، واقتتلوا ، واشتد القتال ، وصبر الفريقان لا سيما المسلمون ، فإن ألف فارس لا يصبرون لحملة ثلاثمائة فارس إفرنجية ، وكثر القتلى بين الطائفين ، فانهزم الفرنج ، وعمهم القتل والأسر ، فلم يفلت منهم إلا من لا يعتد به .
وسار شهاب الدين برءوس القتلى وبالأسرى إلى نور الدين ، فركب نور الدين والعسكر ، فلقوهم ، فرأى نور الدين في الرءوس رأس مقدم الإسبتار ، صاحب حصن الأكراد ، وكان من الشجاعة بمحل كبير ، وكان شجا في حلوق المسلمين .