ذكر كرمان الباطني ( وملك غيره ) قتل صاحب
كان تيرانشاه بن تورانشاه بن قاورت بك هو الذي قتل الأتراك الإسماعيلية ، وليسوا منسوبين إلى هذه الطائفة الباطنية ، إنما نسبوا إلى أمير اسمه [ ص: 455 ] إسماعيل ، وكانوا من أهل السنة ، قتل منهم ألفي رجل صبرا ، وقطع أيدي ألفين ، ووفد عليه إنسان يقال له أبو زرعة ، كان كاتبا بخوزستان ، فحسن له مذهب الباطنية ، فأجاب إليه .
وكان عنده فقيه حنفي يقال له : أحمد بن حسين البلخي ، كان مطاعا في الناس ، فأحضره عنده ليلا ، وأطال الجلوس معه ، فلما خرج من عنده أتبعه بمن قتله ، فلما أصبح الناس دخلوا عليه ، وفيهم صاحب جيشه ، فقال لتيرانشاه : أيها الملك من قتل هذا الفقيه ؟ فقال : أنت شحنة البلد ، تسألني من قتله ؟ فقال : أنا أعرف قاتله ! ونهض من عنده ، ففارقه في ثلاثمائة فارس ، وسار إلى أصبهان ، ( فأرسل في أثره ألفي فارس ليردوه ، فقاتلهم ، وهزمهم ، وسار إلى أصبهان ) ، وبها السلطان محمد ومؤيد الملك ، فأكرمه السلطان ، وقال : أنت والد الملوك .
وامتعض عسكر كرمان بعد مسيره ، واجتمعوا ، وقاتلوا تيرانشاه ، وأخرجوه عن مدينة بردسير ( التي هي كرمان ) ، فلما فارقها اتفق القاضي والجند ، وأقاموا أرسلانشاه بن كرمانشاه بن قاورت بك ، وسار تيرانشاه إلى مدينة بم من كرمان ، فحاربه أهلها ومنعوه منها ، وفيها أمير يعرف بمحمد بهستون ، فأرسل أرسلانشاه جيشا حصروا القلعة ، فقال محمد بهستون لتيرانشاه : انصرف عني ، فلست أرى الغدر بك ، وأنا رجل مسلم ، ومقامك عندي يؤذيني ، وأتهم بك في ديني . فلما عزم على الخروج أرسل محمد بهستون إلى مقدم الجيش الذين يحاصرونهم يعلمه بمسير تيرانشاه ، فجرد عسكرا إلى طريقه ، فخرجوا عليه ، وأخذوه وما معه ، وأخذوا أيضا أبا زرعة ، فأرسل أرسلانشاه فقتلهما ، وتسلم جميع بلاد كرمان .