ذكر أمير المؤمنين القائم بأمر الله وجلال الدولة الوحشة بين
في هذه السنة افتتحت الجوالي في المحرم ببغداذ ، فأنفذ الملك جلال الدولة فأخذ ما تحصل منها ، وكانت العادة أن يحمل ما يحصل منها إلى الخلفاء لا تعارضهم فيها الملوك ، فلما فعل جلال الدولة ذلك عظم الأمر فيه على واشتد عليه ، وأرسل مع أقضى القضاة القائم بأمر الله أبي الحسن الماوردي في ذلك ، وتكررت الرسائل ، [ ص: 38 ] فلم يصغ جلال الدولة لذلك ، وأخذ الجوالي ، فجمع الخليفة الهاشميين بالدار والرجالة ، وتقدم بإصلاح الطيار والزبازب ، وأرسل إلى أصحاب الأطراف والقضاة بما عزم عليه ، وأظهر العزم على مفارقة بغداذ ، فلم يتم ذلك ، وحدث وحشة من الجهتين ، فاقتضت الحال أن الملك يترك معارضة النواب الإمامية فيها في السنة الآتية .