وفيها توفي المعتمد على الله ليلة الاثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب ببغداذ ، وكان [ ص: 470 ] قد شرب على الشط في الحسني ببغداذ ، يوم الأحد ، شرابا كثيرا ، وتعشى فأكثر ، فمات ليلا ، وأحضر المعتضد القضاة وأعيان الناس ، فنظروا إليه ، وحمل إلى سامرا فدفن بها .
وكان عمره خمسين سنة وستة أشهر ، وكان أسن من الموفق بستة أشهر ، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أشهر .
وكان في خلافته محكوما عليه ، قد تحكم عليه أخوه ، وضيق عليه ، حتى إنه احتاج في بعض الأوقات ، إلى ثلاثمائة دينار ، فلم يجدها ذلك الوقت ، فقال : أبو أحمد الموفق
أليس في العجائب أن مثلي يرى ما قل ممتنعا عليه وتؤخذ باسمه الدنيا جميعا
وما من ذاك شيء في يديه إليه تحمل الأموال طرا
ويمنع بعض ما يجبى إليه
وكان أول الخلفاء انتقل من سر من رأى ، مذ بنيت ، ثم لم يعد إليها أحد منهم .